الحلقة (11) الحث على فهم السنة النبوية والعمل بها (2-2)

(ما جاء في السنة النبوية من الحث على طاعة الرسول واتباع سنته)

 

6 ـ وكأن الرسول ﷺ يستقرئ الزمن القادم بالنسبة له، من أن أناسًا سيرفضون هذه السنة المباركة ويكتفون بالقرآن فيحذر عليه الصلاة والسلام من هذا المسلك الخطير المشين الذي يترتب عليه عدم اتباع السنة وفهمها عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله ﷺ قال: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم الحمر الأهلية ولا كل ذي ناب من السباع، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه»(1)

يقول الخطابي: (يحذّر بذلك من مخالفة السنة التي سنها رسول الله ﷺ مما ليس له ذكر في القرآن، على ما ذهب إليه الخوارج والروافض فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن، وتركوا السنن التي تضمنت بيانا للكتاب فتحيروا وضلوا).

7 ـ حث الرسول ﷺ على تبليغ سنته ونشرها بين الناس، وعلى تعلمها وتعليمها، فقال عليه الصلاة والسلام: «بلغوا عني ولو آية»(2)

ودعا رسول الله ﷺ بالنضارة في الدنيا والآخرة لمن اهتم بالسنة ونشرها كما في الحديث المتواتر: «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع»(3). وقد بين النبي ﷺ في بيانه رائعة يقول فيها ﷺ: «تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم»(4)

وهكذا ترك رسول الله ﷺ أمته على البيضاء ليلها كنهارها؛ فبلغ رسالة ربه وأداها حق الأداء وأوضح لصحابته ومن جاء بعدهم القويم {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}(5)

كل هذا يدل دلالة واضحة على الحث على فهم السنة والعمل بها، ومواصلة ذلك.
_________________________________
(1) (رواه الترمذي[2664]).
(2) (صحيح البخاري[3461]).
(3) (حديث الآحاد[12]).
(4) (سنن أبي داوود[3659]).
(5) [يوسف: 108].





بحث عن بحث