ثانيا : الأحاديث التي تثبت تبشير الكتب السابقة ومعرفة أهل الكتاب به صلى الله عليه وسلم (2)

 

 

وروى الطبراني عن أبي مريم رضي الله عنه قال : " أقبل أعرابي حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده خلق من الناس ، فقال: الا تعطيني شيئا اتعلمه وأحمله وينفعني ولا يضرك ؟ فقال الناس : مه ، اجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعوه ، فإنما يسأل الرجل ليعلم فأفرجوا له حتى جلس ، فقال : أي شيء كان أول نبوتك ؟ قال: ( أخذ الله الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم ، ثم تلا : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) [ سورة الأحزاب / 45 ]

وبشّر بي المسيح ابن مريم ، ورأت أم رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامها أنه خرج من بين رجليها سراج أضاءت له قصور الشام ..)(1) .

 وعن العرباض بن سارية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بأول ذلك : دعوة إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين ).

وفي رواية : ( سأحدثكم بتأويل ذلك ، دعوة إبراهيم دعا ( وابعث فيهم رسولا منهم )، وبشارة عيسى بن مريم قوله ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ).."(2) .

 وإذا كانت الأحاديث السابقة قد نصت على بشارة الأنبياء السابقين به ، ووجود نعوته وصفاته صلى الله عليه وسلم في كتبهم ، فهناك أحاديث أخرى دلت على شهادة الأحبار بنبوته وتبشيرهم به صلى الله عليه وسلم مما ترتب عليه إسلام بعضهم ، بل وعداوة البعض الآخر حسدا وبغيا ، وهذا ما سنعرض له في الحلقات القادمة بإذن الله تعالى.


(1) المعجم الكبير للطبراني ( 22 / 333) ورجاله وثقوا ، كما ذكر الهيثمي في المجمع ( 8 / 227 ) .

(2) الحديث أخرجه أحمد بأساتيد والبزار والطبراني بنحوه ، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد ، وقد وثقه ابن حبان . مجمع الزوائد ( 8 / 226 ) ، والحديث سبق تخريجه .

 



بحث عن بحث