ثانيا : الأحاديث التي تثبت تبشير الكتب السابقة ومعرفة أهل الكتاب به صلى الله عليه وسلم(1)

 

روى البخاري عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص ، قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، قال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن :" يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخاب في الأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، ويفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا "(1) .

وهذه الصفات التي حكاها عبد الله بن عمرو بن العاص عن التوراة ، جاءت موافقة للصفات التى أتى بها القرآن الكريم :

فقوله:"يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " هو نفسه ما جاء في آية الأحزاب : ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا )[ سورة الأحزاب / 45]

وقوله :" ليس بفظ ولا غليظ " موافق لقوله تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) [ سورة آل عمران/ 159]

وقوله :" ولا يدفع السيئة بالسيئة " موافق لقوله تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )[ سورة فصلت /34]

وقوله :" ولكن يعفو ويغفر " موافق لقوله تعالى : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) [ سورة الأعراف / 199] وقوله تعالى : ( فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين )[ سورة المائدة / 13]  


(1) صحيح البخاري ، كتاب البيوع ، باب كراهية السخب في الأسواق ، ( 2125 ) .

 



بحث عن بحث