لماذا كان الدعاء خاصاً بنبينا دون غيره ؟

 

 

وقد يقول قائل: لما نعتبر هذا خاصا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وقد كان بعد إبراهيم عليه السلام أنبياء كثيرون أتوا من بعده ؟؟

والجواب : أننا نعتبر ذلك خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم لأسباب:

الأول: أن الدعاء كان من إسماعيل مع إبراهيم والأمة التي انحدرت منهما هي أمة العرب وأما غير العرب فلم يكونوا منسوبين إلي إسماعيل وإن كانوا منسوبين إلي إبراهيم عليه السلام .

الثاني : كان دعاء إبراهيم وإسماعيل في أم القري – مكة المكرمة- قلب الأمة العربية ومهوي أفئدتهم .. والرسول الذي كان من العرب وولد في هذه البقعة وبعث فيها بعد إسماعيل هو محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

الثالث: أن القرآن نفسه يوضح هذا المعني ويؤكده في قول الحق تبارك وتعالي:(  كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)[ سورة البقرة /151 ]

وفي قوله تعالي:( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)[ سورة آل عمران / 164 ]

وفي قوله تعالي:(  لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)[ سورة التوبة / 128 ]

وفي قوله تعالي:( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) [ سورة الجمعة / 2 ]

 والذي لا ريب فيه أن في هذه الآيات تفسيرا واضحا لهذا الإرهاص ولتلك البشري وهذه الدعوات التي جاءت علي لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .

الرابع: ما رواه واحمد والحاكم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنهما قال :" سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بتأويل ذلك دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى قومه ، ورؤيا أمي التي رأت انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام..."(1)

وأراد صلى الله عليه وسلم أثر دعوته أو مدعوه أو عين دعوته – علي المبالغة ولما كان إسماعيل عليه السلام شريكا في الدعوة كان الرسول صلى الله عليه وسلم دعوة إسماعيل عليه السلام أيضا إلا أنه خص إبراهيم لشرافته وكونه أصلا في الدعاء ووهم من قال : إن الاقتصار في الحديث علي إبراهيم يدل علي أن المجاب من الدعوتين كان دعوة إبراهيم دون إسماعيل عليهما الصلاة والسلام .

وفي الأثر: أنه لما دعى إبراهيم قيل له : قد أستجيب لك وهو يكون في آخر الزمان "(2)

الخامس: أنه إجماع المفسرين وهو حجة(3)


(1) المستدرك للحاكم(2/656) وقال حديث صحيح الاسناد، ووافقه الذهبي، المسند4/127.

(2) روح المعاني 1/386

(3) انظر تفسير الفحر الرازي (4/72)،غرائب القران (1/456)تفسير الالوسي(1/386) التحرير والتنوير (1/722)

 



بحث عن بحث