البر في بيت النبوة (1 - 4)
برّه صلى الله عليه وسلم بمرضعته ثويبة رضي الله عنها:
رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد يتيماً ، فقد والده وهو مازال جنيناً في بطن أمه وهذا من أبلغ صور اليتم ، إلا أن الله تعالى هيّأ له مَن يكفله ويرعاه ، فكفله جده عبد المطلب الذي فرح به فرحاً شديداً ، وسماه محمداً وحرص عليه حرص الأب المباشر ، أتاه بالمرضعات وقام بشؤونه كلها ، فكان أول مَن أرضعه عليه الصلاة والسلام ثُوَيبة جارية أبي لهب ؛ أرضعته وعمه حمزة وعبد الله بن جحش ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرف ذلك لثويبة ويصلها من المدينة ، فلما افتتح مكة سأل عنها وعن ابنها مسروح ، فأخبر أنهما ماتا ، وسأل عن قرابتها ، فلم يجد أحداً منهم حياً (1)، ولو كان أحد منهم حيًّا لسارع إلى بره ووصله .
فتأمل هذا الحرص منه صلى الله عليه وسلم على برِّ مرضعته وبرِّ أهل وِدّهـا وقرابتها.
(1) انظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1/129 ، الروض الأنف 1/283 .