حق والدي الزوج عليه أعظم من حق امرأته

 

يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة حين سألته : فأي الناس أعظم حقاً على الرجل ؟ قال (أمه) ، والأب كذلك كالأم في تقديم حقه على الزوجة لا سيما عند التعارض ، فقد قال صلى الله عليه وسلم  ( بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر ، فآووا إلى غار في جبل فانحطت عليهم صخرة من الجبل ، فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله ، فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم ، فقال أحدهم : اللهم ! إنه كان لي والدان شيخان كبيران ، وامرأتي ، ولي صبية صغار أرعى عليهم ، فإذا أرحتُ عليهم ، حلبت ، فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني ، وأنه نأى بي ذات يوم شجر فلم آتِ حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما ، فحلبت كما كنت أحلب ، فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون عند قدمي ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ، فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء ، ففرج الله منها فُرجة فرأوا منها السماء ...)(1). وفي رواية ( أبوان ضعيفان فقيران ليس لهما خادم ولا راعٍ ولا ولي غيري ، فكنت أرعى لهما بالنهار ، وآوي إليهما بالليل )(2).

والشاهد من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك في مقام الثناء على هذا الرجل ببر والديه ، وتقديم حقهما والإحسان إليهما على الزوجة والأبناء لا سيما عند التعارض(3).

 
 


(1) البخاري باب إذا زرع بمال قوم بغير إذنهم ...ح 2208-2/821، ومسلم باب قصة أصحاب الغار الثلاثة ح 2743-4/2099 .

(2) انظر فتح الباري 6/508 .

(3) انظر عودة الحجاب 2/452 .



بحث عن بحث