بر أبي هريرة ( 3-3 )

عن أبي مرّة أن أبا هريرة كان يستخلفه مروان ، وكان يكون بذي الحليفة ، فكانت أمه في بيت ، وهو في بيت آخر ، قال : فإذا أراد أن يخرج وقف على بابها .

فقال : السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته ، رحمك الله كما ربيتني صغيراً .

فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيراً . ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثله (1).

فتأمـل حرصه رضي الله عنه على السؤال عن أمه والسلام عليها عند إتيانه بيته ، وعند خروجه منه ، مع أن كلاً منهما في بيت مستقلّ !! مع تلك الكلمات الطيبة التي تُعبِّر عن امتناه لأمه ، واعترافه بجميل صنيعها معه .

فــأين أولئك الذين يرمون والديهم بالتقصيـر في حقهم ، والجهل بوسائل التربية الحديثة ...!!

ثم تـأمل وصاياه رضي الله عنه الدقيقة في بر الوالدين ، حيث قال ( لا تمشين أمام أبيك ، ولا تجلس قبله ، ولا تدْعه باسمه ، ولا تستسب له )(2) .

ولازم أبو هريرة أمه ، ولم يحج حتى ماتت لصحبتها(3) .

 

(1) رواه البخاري في الأدب المفرد رقم 12 .

(2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم 28 .

(3) رواه ابن عساكر في تاريخه 47/516 ،517 انظر حاشية كتاب عودة الحجاب لـ محمد أحمد المقدم 3/176 .



بحث عن بحث