الحلقة (32) دروس من بيت النبوة(1-3)

 

عن النعمان بن بشير، قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه، فقال: يا بنت فلانة، ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم  ! فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها.

ثم خرج أبو بكر، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها، وقال: " ألم تريني حلت بين الرجل وبينك ". ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى، فسمع تضاحكهما، فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما(1).

لا تخلو الحياة الزوجية من عواصف حياتية تُكدر عيش الحياة وصفوها، والزوج اللبيب  يُحسن التعامل معها، ويُحوّل العنف إلى رفق، والغضب إلى رحمة وحلم، تقديراً لنقص عقل المرأة وتقلّب عواطفها تبعاً لأحوالها، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جلالة قدره ومنزلته يتعامل مع زوجته برفق ولين مع وقوع الخطأ منها؛ إذ ليس المهم معرفة من المخطئ ولا اعترافه بخطئه ولا تصحيح كل الأخطاء بقدر أهمية عودة الحياة إلى صفوها وبهائها، وكثيراً ما يؤدي هذا المنهج –أعني التغاضي عن الخطأ- إلى شعور المخطئ من الزوجين بخطئه، وازدياد رصيد الآخر لديه من الحب والتقدير.  

     فليتسع صدر الزوجين لأخطاء بعضهما، وليُعرضا عن كثير من العتاب، وليكن لهما في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.



 

(1)لحديث أخرجه أبو داود ك الأدب  باب ما جاء في المزاح ح(4999) وانظر سير أعلام النبلاء 2/171.



بحث عن بحث