"ميمونة بنت الحارث"

أم المؤمنين وجامعة الفضل

 

اجتمع الفضل لأم المؤمنين ميمونة بنت الحارث من جهات مجتمعة، فهي أخت أم الفضل زوج العباس عم النبي ، وخالة عبد الله بن العباس حبر الأمة، وخالة خالد بن الوليد سيف الأمة المسلول، ثم توّجت ذلك الفضل كله بفضل خالد لا يبلى، ومكانة رفيعة لا يُطمع بها حين تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد عمرة القضاء، فقد رغبت أن تكون أماً للمؤمنين وزوجاً لرسول العالمين، صلوات الله وسلامه عليه فوهبت نفسها له، إذ قيل إنها هي التي نزلت بها الآية الكريم ( وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ  )(1) ،وقيل إنها جعلت أمر تزويجها إلى العباس بن عبد المطلب فزوّجها برسول الله فكانت من خيرة نسائه فضلاً وعلماً، فقد روت الكثير من الأحاديث، وتفقهت في الدين.

عاشت حياة هانئة مباركة في كنف خير الأزواج حتى نزل به مرض الموت كان في دارها فاستأذنها بالذهاب إلى بيت عائشة فأذنت له وقلبها يتفطر أسىً وحزناً عليه، فلما اختاره الله لجواره، جمعت طلاب العلم من الصحابة وتابعيهم، وروت عليهم أحاديث المصطفى  إلى أن توفيت رضي الله عنها سنة إحدى وخمسين من

الهجرة (2).

___________________

 

(1) آية 50 من سورة الأحزاب.

(2) ابن سعد: الطبقات الكبرى،8/132، دار صادر ، وابن الأثير: أسد الغابة، 7/273، وخالد العك: صور من حياة صحابيات رسول الله،ص292.

 

 

 



بحث عن بحث