عائشة بنت سعد بن أبي وقاص
"ابنة من فداه رسول الله – صلى الله عليه وسلم - بأبويه"
بقلم : د. شادن أبوصالح
نشأت عائشة بنت أبي وقاص في كنف أحد رجال هذه الأمة العشرة الذين بشرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بالجنة ، فانساب في نفسها حب الله ورسوله كما ينساب الماء في عروق النبتة الغضة حتى إذا سقاها ورواها أثمرت وأينعت وآتت أكلها بإذن ربها .
وقد أحبت كذلك –رضي الله عنها – أمهات المؤمنين ، فكانت تنتقل بينهن كما الفراشة بين الأزاهير تعبق من علمهن وفضلهن حتى غدت إحدى راويات الحديث الشهيرات ، والعابدات المعروفات بكثرة العبادة والصلاح.
وكانت شديدة الفخر بأبيها ؛ إذ كانت تقول :" أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يوم أحد بالأبوين" .
توفيت - رضي الله عنها – سنة سبع عشرة ومائة من الهجرة بعد أن قاربت التسعين من عمرها ، أفنت جلها في سبيل العلم ورواية الحديث (1).
ــــــــــــ
(1) انظر : الطبقات الكبرى:ابن سعد 8:/467، و البداية والنهاية : ابن كثير 8/86،و سير أعلام النبلاء:الذهبي 1/101.