فقه الخلق مع النفس(1-7)

 

على الرغم من أن الإنسان أشد حباً لنفسه من غيرها إلا أنه مع ذلك لا يحرص عليها حرصه على غيرها ، وربما يسعى لأداء حقوق الآخرين عليه ، ويتغاضى عن حقوق نفسه.

وقد يدعي البعض حرصه على نفسه، ومع هذا يجهل بعض حقوقها، فيوقعه هذا في شيء من ظلمها، ولنتعرف على هذه الحقوق حتى لا نظلم أنفسنا.

 

الحق الأول/ حفظ الدين: 

حفظ الدين هو المقصد الأول للشريعة الإسلامية ؛ فبالدين تكون سعادة الإنسان وطمأنينته في الدنيا والآخرة ، قال الله – سبحانه-:  ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )(1) .

وبقدر قرب الإنسان من ربه وابتغائه مرضاته تكون سعادته في الدارين ، وفي المقابل من أعرض عن ذكر ربه شقي في الدنيا والآخرة، وإن نال جاه فرعون ومال قارون قال – سبحانه-: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى )(2).

وقد وُصفت الذنوب والمعاصي بالظلم، ظلم النفس، لأنه تعريض لها لعذاب الله، قال الله – تعالى-: ( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها )(3).

ووُصف الشرك بالله بأنه أعظم الظلم ، والظلم العظيم ، قال – سبحانه-: ( إن الشرك لظلم عظيم )(4).

وقال الله موصياً عباده بحفظ أنفسهم وأهليهم ووقايتهم النار: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )(5).

 

 

 


(1) - سورة النحل آية 97 .

(2) - سورة طه آية 124 .

(3) - سورة النساء آية 14 .

(4) - سورة لقمان آية 13 .

(5) - سورة  التحريم آية 6 .

 

 

 

 



بحث عن بحث