حديث (يَا عَائِشَةُ! أَحِبِّيْهِ، فَإِنِّي أُحِبُّهُ )

 

 

 

عن عائشة أم المؤمنين قالت: أراد النبي صلى الله عليه وسلم  أن يُنَحِّي مخاط أسامة، قالت عائِشة: دَعْنِيْ حتَّى أكونَ أنَا الذي أَفْعَلُ . قال: ( يَا عَائِشَةُ! أَحِبِّيْهِ، فَإِنِّي أُحِبُّهُ). (1)  

من فوائد الحديث:

1/ المنزلة العظيمة التي حظي بها أسامة بن زيد لتشرفه بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم  له. حدّث أسامة بن زيد - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنَّه كان يَأْخُذُهُ والحَسَنَ فيقول: « اللّهُمَّ أَحِبَّهُمَا فَإِنِّي أَحِبُّهُمَا » (2) .

قال ابن حجر – رحمه الله -: وهذا يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم  ما كان يحب إلا لله وفي الله، ولذلك رتَّب محبة الله على محبته، وفي ذلك أعظم منقبة لاسَامة والحسَن (3) .

2/ وفيه إخبار النبي صلى الله عليه وسلم  عن حبِّه لأسامة - رضي الله عنه -، ومعزَّته لديه، وظهور آثار مودَّته في السرور بخدمته والترفّق به والصّبر على إزاحة الأذى ومباشرته بيده، عن طيب نفس ورضى، واعتذاره لمن يلومه في تنظيفه بحبِّه له.

3/ من أسباب محبة النبيَّ صلى الله عليه وسلم  لأسامة بن زيدَ الملقب بالحِبِّ بن الحِبِّ – سبق أبيه إلى الإسلام وهو صبي صغير ونشأته في بيت النبوة ، وهو مولى النبي صلى الله عليه وسلم  وابن مولاه.

ومآثره في الإسلام خالدة، فقد ناصر الدعوة منذ ميلادها ودافع عن هذا الدين، بشجاعة وبسالة وكان أميرًا على الجيش لغزو الشام ولم يتجاوز (18) من عمره، وفضائله جمة - رضي الله عنه – (4).


(1) رواه الترمذي (2044ح 3818) و ابن حبان في صحيحه (15/534ح 7058).

إسناده حسن. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

(2) رواه البخاري (304ح 3735).

(3) فتح الباري (7/111).

(4) ينظر: سير أعلام النبلاء (2/496)، الإصابة (1/49).

 

 



بحث عن بحث