بسم الله الرحمن الرحيم

 

                   

حديث:  «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون »  .

أخرجه ابن أبي شيبة 13/187 , وأحمد 3/198, والترمذي (2499), وابن ماجه (4251) والحاكم 4/272 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه , والبيهقي في شعب الإيمان 5/420 , والدارمي 2/392 , وأبو يعلى 5/301 . وعبد بن حميد 1/360

والحديث مداره على علي بن مسعدة يرويه عن قتادة عن أنس رضي الله عنه مرفوعا . قال البيهقي في الشعب : تفرد به علي بن مسعدة .

وقال الإمام أحمد - كما في العلل للخلال ص92-: هذا حديث منكر.

  وقال الترمذي : هذا حديث غريب, لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة. أ. هـ    

وغرائب الترمذي عند أهل العلم ضعيفة .

قال في تهذيب الكمال: قال أبو داود الطيالسي حدثنا علي بن مسعدة وكان ثقة، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين صالح، وقال أبو حاتم لا بأس به, وقال البخاري فيه نظر, وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا داود عنه فقال سمعته يقول هو ضعيف, وقال النسائي ليس بالقوي, وقال أبو أحمد بن عدي أحاديثه غير محفوظة, وقال أبو حاتم بن حبان لا يحتج بما لا يوافق فيه الثقات, روى له البخاري في الأدب حديثا, والترمذي وابن ماجة آخر, وقال الترمذي غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة.

وفي تهذيب التهذيب : قلت: وقال الدوري عن ابن معين ليس به بأس في البصريين, وذكره العقيلي في الضعفاء تبعا للبخاري، وأورد له عن قتادة عن أنس رفعه (الإسلام علانية والإيمان في القلب).

وفي التقريب: صدوق له أوهام.

وقال الذهبي في التلخيص: ليّن.

وفي الكاشف: فيه ضعف، وأما أبو حاتم فقال: لا بأس به.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/197: وثقه يحيى بن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره.

وقال في موضع آخر1/212: وثقه ابن حبان، وأبو داود الطيالسي، وأبو حاتم، وابن معين وضعفه آخرون .

قلت : يظهر أن وجه إنكار الإمام أحمد لهذا الحديث , واستغراب الترمذي له هو تفرد علي بن مسعدة هذا به عن قتادة؛ لأنه رجل ليس بالقوي، وفي حفظه ضعف , ومثله لا يحتمل التفرد , لاسيما وأنه تفرد عن قتادة , وهو حافظ مكثر له أصحاب حفاظ أثبات قد جمعوا حديثه وحفظوه , أشهرهم وأثبتهم فيه: سعيد بن أبي عروبة , وهشام الدستوائي, وشعبة, فلو كان هذا الحديث محفوظا عن قتادة لرواه واحد من هؤلاء على الأقل , فلما لم يروه واحد من أصحاب قتادة المتثبتين فيه , وإنما تفرد به عنه علي بن مسعدة هذا على ما فيه من ضعف, دَلَّ ذلك على أن هذا الحديث منكر عن قتادة, ليس له أصل من حديثه.   

وذكر له ابن عدي في الكامل حديثين يرويهما عن قتادة عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهما: (الإسلام علانية، والإيمان في القلب، والتقوى ها هنا، وأشار بيده إلى صدره )، وحديث ( كل بن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) ثم قال: ولعلي بن مسعدة غير ما ذكرت عن قتادة وكلها غير محفوظة .

قال ابن حبان في المجروحين : كان ممن يخطئ على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار, ثم ذكر الحديثين السابقين .

ونقل ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين عن ابن حبان أنه قال فيه: يحدث بما لا يوافق فيه الثقات .

وقد حسّن الحديث الألباني, وحسين سليم أسد في تخريجه لمسند أبي يعلى.

وصححه الحاكم -كما سبق-, وقوّاه الحافظ في كتاب الجامع من بلوغ المرام.

تنبيه : ما سبق يتعلق بثبوت نسبة الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ولا يعني ذلك عدم صحة المعنى؛ إذ ليس من لازم ضعف الحديث بطلان معناه كما لا يخفى. وقد جاء في الأحاديث الأخرى ما يدل على هذا فضل التوبة، ومحبة الله تعالى للتائبين، بل في القرآن كقوله تعالى: ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين). أما أول الحديث فمعلوم بالضرورة ؛ إذ لا معصوم إلا من عصمه الله تعالى. 

 

                                                                                              كتبه:

                        عبد العزيز بن عبد الله العقيل

 

 



بحث عن بحث