حديث لبس الثوب الجديد

 

تخريج حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجدّ   ثوباً سمّاه باسمه: عمامة، أو قميصا، أو رداء، ثم يقول:  « اللهم لك الحمد كما كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له »   .

الحديث رواه أبو داود (20 0 4 و4021 و 4022)  والترمذي (1767)  وفي الشمائل له (59) والنسائي في عمل اليوم والليلة(309)  وأحمد 3/30 و50  وابن حبان 12/239  والحاكم 4/192 وغيرهم من طرق عن سعيد بن إياس الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد به مرفوعا .

واختلف فيه على الجريري :

فرواه عبد الله بن المبارك وعيسى بن يونس والقاسم بن مالك المزني ومحمد بن دينار ويزيد بن هارون وأبو أسامة حماد بن أسامة وخالد بن عبدالله الواسطي ويحيى بن راشد المازني وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف (تسعتهم) عن الجريري به موصولا كما سبق .

وتفصيل روايتهم كالتالي :

أخرجه عبد بن حميد في المنتخب (882) ، وأحمد 3/30 , وأبو داود (4020) ، والترمذي (1767) ، وفي الشمائل (59) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ص104 ، والبغوي في شرح السنة (3111) من طريق عبدالله بن المبارك ، بهذا الإسناد . 

وأخرجه ابن سعد 1/460 ، وأبو الشيخ ص103 من طريق عبدالوهاب بن عطاء الخفاف ، وابن أبي شيبة في المصنف 10/403 من طريق يزيد بن هارون .

وأخرجه أبو داود (4021) ، والنسائي في الكبرى (10141) -وهو في عمل اليوم والليلة (309) -، وابن حبان (5421) ، والطبراني في الدعاء (398) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة (271) من طريق عيسى بن يونس .

وأخرجه أبو يعلى (1082) ، وأبو الشيخ ص102 ، والحاكم 4/192 من طريق حماد بن أسامة .

وأخرجه أبو يعلى (1079) ، وابن حبان (5420) من طريق خالد بن عبدالله الواسطي. وأخرجه الترمذي (1767) من طريق القاسم بن مالك المزني .

وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (14) من طريق يحيى بن راشد المازني البصري . وأخرجه أبو داود (4022) من طريق محمد بن دينار ، تسعتهم عن الجريري به .

والجريري كان قد اختلط وسماع هؤلاء منه بعد اختلاطه, فروايتهم عنه ضعيفة , غير خالد بن عبدالله الواسطي لم يتحرر أمره ، أسمع منه قبل الاختلاط أم بعده فيما ذكر الحافظ في مقدمة الفتح .

قال المزي في تهذيب الكمال : قال أبو حاتم تغير حفظه قبل موته فمن كتب عنه قديما فهو صالح وهو حسن الحديث وقال يحيى بن سعيد القطان عن كهمس أنكرنا الجريري أيام الطاعون وقال محمد بن سعد عن يزيد بن هارون سمعت من الجريري سنة اثنتين وأربعين ومائة وهي أول سنة دخلت البصرة ولم ننكر منه شيئا وكان قيل لنا إنه قد اختلط وسمع  منه إسحاق الأزرق بعدنا وقال أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون ربما ابتدأنا الجريري وكان قد أنكر وقال يحيى بن معين عن محمد بن أبي عدي لا نكذب الله سمعنا من الجريري وهو مختلط وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود أرواهم عن الجريري إسماعيل بن علية وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد وقال النسائي ثقة أنكر أيام الطاعون .

 

وفي تهذيب التهذيب : وقال ابن سعد قالوا توفي سنة 144 قلت وكذا أرخه ابن حبان وقال كان قد اختلط قبل أن يموت بثلاث سنين ورآه يحيى بن سعيد القطان وهو مختلط ولم يكن اختلاطه فاحشا وقال ابن معين قال يحيى بن سعيد لعيسى بن يونس أسمعت من الجريري قال نعم قال لا ترو عنه يعني لأنه سمع منه بعد اختلاطه وقال الدوري عن ابن معين سمع يحيى بن سعيد من الجريري وكان لا يروي عنه وقال ابن سعد كان ثقة إن شاء الله إلا أنه اختلط في آخر عمره وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه سألت ابن علية أكان الجريري اختلط فقال لا كبر الشيخ فرق وقال النسائي هو أثبت عندنا من خالد الحذاء وقال العجلي بصري ثقة واختلط بآخره روى عنه في الاختلاط يزيد بن هارون وابن المبارك وابن أبي عدي وكلما روى عنه مثل هؤلاء الصغار فهو مختلط إنما الصحيح عنه حماد بن سلمة والثوري وشعبة وابن علية وعبد الأعلى من أصحهم سماعا منه قبل أن يختلط بثمان سنين .

قال النسائي في الضعفاء والمتروكين 1/53 : من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيء .

وخالف من سبق ذكرهم عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي فرواه عن الجريري عن أبي نضرة مرسلا , لم يذكر فيه أبا سعيد . قاله أبوداود في السنن .

وكذلك خالفهم حماد بن سلمة فرواه عن الجريري عن أبي العلاء ين عبدالله بن الشخير( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لبس ثوباً جديدا قال.....) فذكره . أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (310) (1). وعلّقه أبودواد في السنن . وهو مرسل .

وعبد الوهاب وحماد ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه .

قال أبوداود: حماد بن سلمة والثقفي سماعهما واحد . أ . هـ .

وقال النسائي : حماد بن سلمة في الجريري أثبت من عيسى بن يونس , لأن الجريري كان قد اختلط , وسماع حماد بن سلمة منه قديم قبل أن يختلط . قال يحيى بن سعيد القطان: قال كهمس: أنكرنا الجريري أيام الطاعون , وحديث حماد أولى بالصواب من حديث عيسى وابن المبارك , وبالله التوفيق . أ . هـ .

وسواء كان الصواب رواية حماد أم رواية عبدالوهاب الثقفي فإن كليهما مرسل , وبهذا المرسل أعل أبوداود والنسائي الرواية المتصلة , وقولهما هو الصواب .

قال الحافظ في نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار1/123ــ124: رجاله رجال الصحيح , لكن الجريري اختلط ــ ثم نقل كلام النسائي السابق ــ ثم قال : وكذا أشار أبوداود إلى هذه العلة , وأفاد علة أخرى , وهي أن عبد الوهاب الثقفي رواه عن الجريري عن أبي نضرة مرسلا لم يذكر أبا سعيد .  وغفل ابن حبان والحاكم عن علته فصححاه , أخرجه ابن حبان من رواية عيسى بن يونس ومن رواية خالد الطحان , وأخرجه الحاكم من أبي أسامة كلهم عن الجريري , وكل من ذكرنا سوى حماد والثقفي سمعوا عن الجريري بعد اختلاطه , فعجب من الشيخ ــ يريد النووي ــ كيف جزم بأنه حديث صحيح , ويحتمل أنه صحيح المتن لمجيئه من طريق آخر حسن أيضا , والله أعلم .

والحديث صححه ابن حبان والحاكم والألباني .

 

تنبيه/  ما وُجد في طبعة الترمذي التي حقق أولها أحمد شاكر من قول الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح . في ثبوت لفظة (صحيح) عن الترمذي نظر , ولذا ففي طبعة الحوت  (وقال الترمذي: حسن غريب) , وفي طبعة بشار عواد جعل (صحيح غريب) بين حاصرتين وأشار في الحاشية إلى أنها غير موجودة في أكثر النسخ , وفي نسخة تحفة الأحوذي 5/377 (حسن) وهذا مانقله المزي في تحفة الأشراف3/458 , والنووي في رياض الصالحين والأذكار , وابن حجر في نتائج الأفكار 1/123, والمنذري في مختصره لسنن أبي داود 6/21 , وهذا هو الموجود في مخطوطة الترمذي ــ رواية الكروخي ــ ص123/ ب .  ولكن نقل الحافظ في الفتح 10/ 303  عن الترمذي أنه صححه , فلعله موجود في بعض النسخ . والصواب أن الترمذي حسنه كما تقدم .

 

___________________________________

(1) - هذا الذي في عمل اليوم والليلة للنسائي ــ بتحقيق فاروق حمادة ــ أن رواية حماد مرسلة , ويؤيده تعليق أبي داود المشار إليه فقد قال: ورواه حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء عن النبي .

وقول الحافظ في النكت الظراف 3/458 ــ معلقا على كلام أبي داود ــ مراده أن حماد بن سلمة رواه عن الجريري عن أبي العلاء مرسلا, وقد ذكر ذلك النسائي أيضا .  وقول المنذري في مختصر سنن أبي داود ــ بعد أن ذكر رواية عبدالوهاب الثقفي (المرسلة) ورواية حماد , قال: يعني أنهما أرسلاه . وهذا الذي في طبعة السنن الكبرى (تحقيق د. عبد الغفار سليمان البنداري وسيدكسروي حسن)6/85 فقد ذكر المحققان في الحاشية على الحديث أربع نسخ ولم يذكروا في شيء منها (عن أبيه) أي الوصل . وكذا في الطبعة الجديدة لمؤسسة الرسالة بإشراف شعيب الأرناؤوط9/124 ولكن من حققها زاد (عن أبيه) من تحفة الأشراف4/362 (5354) مع اعترافهم أنها ليست موجودة في الأصلين الذين اعتمدوا عليهما . فكأن الوهم من المزي ــ والله أعلم ــ ولعل في نسخته من السنن الكبرى (عن أبي العلاء عن عبدالله بن الشخير) بدل (عن أبي العلاء بن عبدالله بن الشخير) وتصحيف بن إلى عن قريب , فمن هنا جاء الوهم والله أعلم . 

 

                                                                                             كتبه

                 عبد العزيز بن عبد الله العقيل

 



بحث عن بحث