المضطرب

 

هو الذي يروى على أوجهٍ مختلفةٍ متضاربةٍ، فإن رجحت إحدى الروايتين بحفظ راويها، أو كثرة صحبته للمروي عنه، أو غير ذلك، فالحكم للراجحة ولا يكون مضطربًا.

والاضطراب يوجب ضعف الحديث ويقع في الإسناد تارةً، وفي المتن أخرى، أو فيهما.

1/ مضطرب الإسناد:

ومثاله: حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه- أنه قال: " يا رسول الله أراك شبت، قال: " شيبتني هود وأخواتها ".

قال الدارقطني: " هذا مضطرب فإنه لم يُروَ إلا من طريق أبي إسحاق، وقد اختلف عليه فيه على نحو عشرة أوجه، فمنهم من رواه مرسلاً، ومنهم من رواه موصولاً، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر, ومنهم من جعله من مسند سعد، ومنهم من جعله من مسند عائشة، وغير ذلك. ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضها على بعض والجمع متعذر".

2/ مضطرب المتن:

ومثاله: ما رواه الترمذي عن شريك، عن أبي حمزة، عن الشعبي، عن فاطمة بنت قيس -رضي الله عنها- قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الزكاة فقال: " إن في المال لحقًا سوى الزكاة ".

ورواه ابن ماجه من هذا الوجه بلفظ: " ليس في المال حق سوى الزكاة ".

قال العراقي: " فهذا اضطراب لا يحتمل التأويل".

ـــــــــــــــــــــــ

" علوم الحديث" ابن الصلاح، ص: 74.

" الاقتراح" ابن دقيق العيد، ص: 219- 222.

" الباعث الحثيث" ابن كثير، 1/ 221.

" المقنع" ابن الملقن، 1/ 221- 226.

" التقييد والإيضاح" العراقي، ص: 124.

" النكت على ابن الصلاح" ابن حجر، 2/ 772- 802.

" فتح المغيث" السخاوي، 1/ 237.

" تدريب الراوي" السيوطي، 1/ 220.

" قفو الأثر" ابن الحنبلي، ص: 77.

" توضيح الأفكار" الصنعاني، 1/ 221.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



بحث عن بحث