الشافعي (150 – 204 هـ )

 

 

 هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله الشافعي, نزيل مصر, إمام عصره وفريد دهره، أحد الأئمة الأربعة، ولد في غزة بفلسطين, وحمل منها إلى مكة وهو صغير.

 برع منذ صغره بالعربية والشعر، ثم تفقَّه, فساد أهل زمانه فقهًا، وله اليد الطولى في أصول الفقه وفروعه حتى ذاع صيته في أمصار المسلمين، فأقبل عليه الطلبة من كل مكان، كما أنه برع في الشعر واللغة وأيام العرب.

 ارتحل في طلب العلم وهو ابن نيف وعشرين سنةً، وقد أفتى وتأهل للإمامة.

 فحمل عن الإمام مالك بن أنس (الموطأ) يقال: إنه أملاه من حفظه كما أخذ عن مسلم بن خالد الزنجي مفتي مكة, وسفيان بن عيينة, وفضيل بن عياض، وإبراهيم بن يحيى، ومحمد بن الحسن، ومطرف بن مازن، وغيرهم.

 وحدّث عنه: الحميدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وخلق كثير.

 يقول رحمه الله تعالى: (حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر).

 كان رحمه الله تعالى راميًا، بل من أحذق قريش بالرمي يصيب من العشرة عشرة.

 يقول الإمام أحمد: (ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في قبته منه).

 يقول رحمه الله تعالى: (كل متكلم على الكتاب والسنة فهو الجد، وما سواه فهو هذيان).

 لم يحفظ في دهر الشافعي كله أنه تكلم في شيء من الأهواء، ولا نسب إليه، ولا عُرِف به، مع بغضه لأهل الكلام والبدع.

 وقال يومًا للربيع: (لا تخوضنّ في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم غدًا).

 ويقول أيضًا: (ما كابرني أحد على الحق ودافع إلا سقط من عيني، ولا قبله إلا هبته، واعتقدت مودته).

 ويقول: (إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بها - أي بالسنة – ودعوا ما قلته).

مناقبه وفضائله كثيرةٌ جدًا.

 له تصانيف كثيرة، أشهرها: كتاب "الأم"، و "المسند", و "أحكام القرآن", و "الرسالة", و"اختلاف الحديث".

قال ابن حجر في التقريب : المجدد لأمر الدين على رأس المائتين .

 توفي رحمه الله تعالى بمصر سنة أربع ومائتين.

 


" سير أعلام النبلاء"، 10/ 5- 99.

" تذكرة الحفاظ"، 1/ 361- 363.

" تهذيب الكمال"، 24/ 355- 381.
" الأعلام"، 6/ 249.

" تقريب التهذيب .



بحث عن بحث