تعريف الإسناد وأهميته

                                          

السند لغة: هو ما ارتفع من الأرض في قبل الجبل أو الوادي، ومنه سنود القوم في الجبل أي صعودهم(1)

وفي الاصطلاح: هو طريق متن الحديث، ويسمى سندًا لاعتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليه.

أهمية علم الإسناد:

يظهر لنا أهمية علم الإسناد وأثره في علم الحديث، وذلك من خلال أوجه متعددة، منها:

أ ـ عن طريق الإسناد يمكن تحقيق الأحاديث والأخبار، ومعرفة الرواة، فيستطيع طالب الحديث أن يقف على درجة الحديث وصحته من ضعفه.

ب ـ وبالإسناد تحفظ السنة وتصان من الدس والتحريف والوضع، والزيادة والنقص.

جـ - وبالإسناد تُدرك الأمة منزلة السنة ومكانتها وما لقيته من العناية والاهتمام، حيث إنها ثبتت بأدق طرق النقد والتحقيق التي لم تعرف البشرية لها مثيلًا في تاريخها كله، وبذلك يُرَدُّ على دعاوى المبطلين والمشككين، وتفند شبهاتهم التي أثاروها حول صحة الحديث.

لهذه الأمور ولغيرها تواترت الأخبار واستفاضت عن الأئمة في أهمية الإسناد والحث عليه، حتى جعلوه قربة ودينًا، قال الإمام عبد الله بن المبارك: «الإسناد عندي من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فإذا قيل له من حدثك؟ بقي»(2) أي: بقي متحيرًا لا يدري ما يقول، لأنه لا إسناد معه يعرف به صحة الحديث أو ضعفه، وقال أيضًا: «بيننا وبين القوم القوائم»(3) يعني الإسناد، وقال الإمام النووي: «الإسناد سلاح المؤمن، إذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل»(4)، وقال الإمام شعبة: «كل حديث ليس فيه (حدثنا، وأخبرنا) فهو مثل الرجل بالفلاة معه البعير ليس له خطام» (5) وقال الإمام الأوزاعي: «ما ذهاب العلم إلا ذهاب الإسناد»، وجاء عن الإمام ابن سيرين: «إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم»(6)

فالإسناد خاصية من خصائص هذه الأمة التي انفردت بها ولم تشاركها فيها أمة من أمم الأرض، فلم يُؤثر عن أي أمة العناية برواة أخبارها وأحاديث أنبيائها ما عرف عن هذه الأمة، قال أبو علي الجياني: «خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يُعْطِها مَنْ قَبْلها: الإسناد، والأنساب، والإعراب»(7)، وقال أبو حاتم الرازي: «لم يكن في أمة من الأمم مِنْ خَلْقِ الله آدم، أمناء يحفظون آثار الرسل إلا في هذه الأمة»(8).


(1) لسان العرب (3/220).

(2) المحدث الفاضل (209).

(3) مقدمة صحيح مسلم (1/15).

(4)شرف أصحاب الحديث (24).

(5) مقدمة المجروحين لابن حبان (1/27).

(6) مقدمة صحيح مسلم (1/15) المحدث الفاصل (209).

(7) تدريب الراوي (159).

(8) شرف أصحاب الحديث (42).

 



بحث عن بحث