الطريقة الثالثة :  التخريج عن طريق الكلمات الغريبة أو المهمة في الحديث

 

إن تخريج حديث ما حسب هذه الطريقة يفرض على الباحث أن يكون عارفا بكلمات الحديث الغريبة ( أي الصعبة وقليلة الاستعمال ) أو المهمة ( أي المعبر بها عن مضمون الحديث مثل كلمتي " كذب ، ومتعمدا " في حديث " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ") ولو كلمة أو كلمتين ، ثم يراجع له الكتب التي فهرست فيها الأحاديث على ألفاظ الحديث الغريبة أو التي لها أهمية في هذا الحديث ، ورتبت فيها تلك الألفاظ على النظام الألفبائي للفهرسة مثل القواميس والمعاجم اللغوية ، وهذه الكتب على نوعين ، هما :

1 ـ كتب غريب الحديث .

2 ـ كتب المعاجم والفهارس .

 

النوع الأول/ كتب غريب الحديث:

كتب غريب الحديث هي الكتب التي جمع فيها مؤلفوها الأحاديث التي فيها كلمة أو كلمات غريبة تحتاج إلى شرح ، فرووا تلك الأحاديث بأسانيدهم أولا ، ثم شرحوا الكلمات الغريبة فيها ، ولكن ترتيب الكلمات فيها ليس على حروف المعجم ، وإنما هي كيف ما اتفق ، إلا أن محققي هذه الكتب وضعوا لها فهرسا ألفبائيا ، وألحقوه بآخر تلك الكتب ، مما سهل مراجعة الكلمات فيه ، ومن ثم الوصول إلى الحديث ، وطبع منها :

1 ــ غريب الحديث والآثار للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي ( 224 هـ ) .

2 ــ غريب الحديث للإمام أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ( 276 هـ ) .

3 ــ غريب الحديث للإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي ( 285 هـ ).

4 ــ غريب الحديث للإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي ( 388 هـ ) .

كيفية ومراحل التخريج من كتب غريب الحديث :

إذا عرض لك حديث تريد تخريجه ، أو طلب منك تخريج حديث ما ، وفيه كلمة أو كلمات غريبة يحتمل شرحها في هذه الكتب ، فعليك أن تراجع فهرس الكلمات الغريبة بآخر هذه الكتب ، فإذا وجدت كلمات حديثك فيه ، فراجع الصفحة التي فيها تلك الكلمات ، فستجد حديثك بالسند ، كما ستجد في هامشه المزيد من التخريجات قام بها محقق الكتاب .

فمثلا إذا أردت أن تخرج حديث : ( إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة ) فخذ كلمة ( ترعة ) إذ هي كلمة غريبة يحتمل شرحها في غريب الحديث ، ثم ارجع إلى كتب الغريب فستجد حديثك وبالرجوع إلى كتاب غريب الحديث لأبي عبيد ــ بالنسبة للكلمة السابقة ــ وجدنا أنه شرحها فذكرمتن الحديث أولا ، ثم ذكر سنده ، فقال : حدثناه إسماعيل بن جعفر المدني ،

عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة . ثم شرح الترعة بأنها الروضة . ثم وجدنا أن محقق الكتاب ــ وهو د / حسين محمد شرف ــ قد خرج الحديث في الهامش ، فقال : أخرجه أحمد ( 2 / 360 ، 412 ، 450 . و4 / 41 . و5 / 335 ، 339 ) فعرفت بذلك مصدرا آخر مع أماكنه فيه ، فما عليك بعد ذلك إلا أن تراجع الحديث في مسند أحمد .

وأخرج أبو عبيد الحديث الماضي أيضا بسنده عن سهل بن سعد الساعدي ، وعن صحابي آخر مجهول أيضا(1).

 

  


(1) انظر : غريب الحديث ( 1 / 119 رقم 2 ) بتحقيق د / حسين محمد شرف . ط : الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية 1404 هـ / 1984م .



بحث عن بحث