قواعد في التخريج (6)
مثال للمتابعة القاصرة :
والمتابعة القاصرة : ما رواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث عاصم بن محمد عن أبيه محمد بن زيد عن جده عبد الله بن عمر : (فأكملوا ثلاثين)(1) .
ورواه مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ، الحديث بلفظ (فاقدروا ثلاثين)(2) .
فهذه متابعة قاصرة ، لأن الموافقة للشافعي وقعت في رواية الحديث عن من فوق شيخه ، وهو هنا الصحابي .
وينبغي في ترتيب المصادر بحسب المتابعات تقديم المتابعة التامة على المتابعة القاصرة،وعند اتحاد المتابعة تراعى الصحة ولو اختلف اللفظ قليلا، طالما أنه لم يترتب عليه حكم يغير ، فإن ترتب عليه حكم روعي المتن ، فإن لم توجد روعيت الشهرة .
القاعدة السادسة
إذا دخل مصنف من طريق مصنف آخر ، ولو كان بينهم فرق تاريخي ، فإنه يراعي في المتابعة الأتم ، فيقدم من دخل من طريق الراوي على الأصح ،كأن يدخل البيهقي على سنن أبي داود من طريق أبي داود ، ويروي الحديث البخاري ، ونحن نريد تخريج حديث أبي داود ، فنحن هنا نقدم طريق البيهقي ثم البخاري ، لأنه يؤكد رواية أبي داود للحديث ، أي باعتبار ذلك نسخه .
فنقول مثلا : أخرجه أبو داود في سننه ، كتاب كذا ، باب كذا ، رقم كذا .
وأخرجه من طريقه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب كذا ، باب كذا ( ج/ ص ) .
وأخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب كذا ، باب كذا ، رقم كذا ....
وهكذا .
(1) صحيح ابن خزيمة ، كتاب الصيام ، باب ذكر الدليل على أن الأمر بالتقدير للشهر إذا غم أن يعد شعبان ثلاثين يوما ثم يصام ( 1909 )
(2) صحيح مسلم ، كتاب الصيام ، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال (2499 )