الطريقة الخامسة التخريج عن طريق النظر في حال الحديث متنا وسندا(2)

 

 

2 ــ مختلف الحديث ومشكله :

إذا كان الحديث المراد تخريجه من هذا النوع ، فإن الكتب المصنفة في هذا الفن تساعد في تخريجه ، فضلا عن الفائدة الأهم لهذه المصنفات ، وهي التوفيق بين الأحاديث التي في ظاهرها التعارض ، ومن الكتب المؤلفة في هذا الفن :

1 ــ اختلاف الحديث : للإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، والكتاب مطبوع في ذيل الأم ، ومطبوع وحده .

وقد روى الشافعي فيه أحاديث كثيرة في ظاهرها التعارض ، ولكن الشافعي يوفق بينها ، وقد يرجح حديثا على آخر لسبب ما ، أو يبين أن حديثا ناسخ لآخر ، والأحاديث مقسمة على أبواب الفقه ، لكن على غير الترتيب المعروف ، فهو يذكر نكاح البكر ، ثم بابا في النجش ، وينتقل إلى غسل القدمين وهكذا .

2 ــ شرح مشكل الآثار : للإمام المحدث الفقيه المفسر أبي جعفر احمد بن محمد ابن سلامة الطحاوي المتوفى سنة 321هـ .

وهو من أفضل ما صنف في هذا الفن ، وقد قسمه المصنف على الأبواب ، لكنه لم يراع ضم كل باب إلى شكله ، فنجد أحاديث الوضوء مثلا متفرقة من أول الكتاب إلى آخره ، وكذلك بالنسبة لسائر الموضوعات .لكن قد قيض الله لهذا الكتاب من رتبه ترتيبا متميزا تجاوز فيه المشكلة السابقة وضم كل حديث إلى نظيره في بابه ، وهو الشيخ أبو الحسن خالد محمود الرباط ، وسمى الكتاب : ( تحفة الأخيار بترتيب شرح مشكل الآثار ) وهو مطبوع في عشرة مجلدات بدار بلنسية .

ويتميز كتاب الطحاوي عن سائر ما ألف في هذا العلم بالاستيعاب والشمول وغزارة المادة ، وطول النفس في جلاء المعنى وإزالة التعارض ، والبراعة في نقد الحديث سندا ومتنا ، وعدة ما في الكتاب من الأحاديث بحسب النسخة المحققة ستة آلاف ومائة وسبعون حديثا .

3 ــ كتاب تهذيب الآثار : للإمام أبي جعفر ابن جرير الطبري ، وهو كتاب يتضمن كثيرا من الأحاديث التي يبدو في ظاهرها التعارض ، أو فيها إشكال ما ، وقد عالج الإمام الطبري هذا التعارض ، وأزال الإشكالات، وهو كتاب كبير ، مرتب على المسانيد ، وقد فقد معظمه ، وبقيت منه قطعة من مسند ابن عباس وعلى وعمر ، وقد طبع في أربعة مجلدات ، بتحقيق : محمد أحمد رشيد ومحمود شاكر ، ثم طبع بعد ذلك مجلد خامس .



بحث عن بحث