عادت حليمة بمحمد إلى بادية بني سعد وقد غمرتها فرحة عظيمة وبقي محمد معها مدة سنتين أخريين ، كان يخرج فيهما مع إخوته يرعى الغنم خلف بيوتنا .. وفي السنة الرابعة من مولده حدث حادث في المرعى ..!!!
قالت حليمة :
إذ أتانا أخوه يركض سريعاً فقال لي ولأبيه : ذاك أخي القرشي.. قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض .. فأضجعاه.. فشقا صدره.. فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائماً متغيراً وجهه ..
قلنا له : مالك يا بني ؟
قال : جاءني رجلان .. عليهما ثياب بيض .. فأضجعاني .. وشقا صدري.. فالتمسا فيه شيئاً .. لا أدري ما هو ز فرجعنا به إلى خبائنا(1).
ورواية مسلم عن أنس بن مالك فيها زيادة إيضاح وتفصيل. وقال أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل ، وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه، فشق قلبه ، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه أي جمعه وضم بعضه إلى بعض، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره (2). فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون – أي متغير اللون – قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره (3).
وخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه .
(1) بيتنا
(2) يعني المرضعة (حليمة السعدية) .
(3) رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم على السموات وفرض الصلوات .