كتاب الطهارة - باب التيمم (2-3)

 

الحديث الحادي والأربعون:

حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجده فليمسه بشرته»(1).

سببه:

عن رجل من بني عامر قال: كنت كافرا فهداني الله للإسلام وكنت أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فوقع ذلك في نفسي وقد نعت لي أبو ذر فحججت فدخلت مسجد منى فعرفته بالنعت فإذا شيخ معروف آدم عليه حلة قطري فذهبت حتى قمت إلى جنبه وهو يصلي فسلمت عليه فلم يرد علي ثم صلى صلاة أتمها وأحسنها وأطولها فلما فرغ رد علي قلت: أنت أبو ذر قال: إن أهلي ليزعمون ذلك قال: كنت كافرا فهداني الله للإسلام وأهمني ديني وكنت أعزب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فوقع ذلك في نفسي قال: هل تعرف أبا ذر قلت: نعم قال: فإني اجتويت المدينة قال: أَيوب أو كلمة نحوها فأمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: بذود من إبل وغنم فكنت أكون فيها فكنت أعزب من الماء ومعي أهلي فتصيبي الجنابة فوقع في نفسي أني قد هلكت فقعدت على بعير منها فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف النهار وهو جالس في ظل المسجد في نفر من أصحابه فنزلت عن البعير وَقلت: يا رسول الله هلكت قال: «وَمَا أَهْلَكَكَ» فحدثته فضحك فدعا إنسانا من أهله فجاءت جارية سوداء بعس فيه ماء ما هو بملآن إنه ليتخضخض فاستترت بالبعير فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من القوم فسترني فاغتسلت ثم أتيته فقال: «إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ طَهُورٌ مَا لَمْ تَجِدْ الْمَاءَ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حِجَجٍ فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّ بَشَرَتَكَ»(2)

 

الحديث الثاني والأربعون:

حديث هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك بالتراب»(3)

سببه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنا نكون بهَذا الرمل فلا نجد الماء ويكون فينا الحائض والجنب والنفساء فيأتي عليها أربعة أشهر لا تجد الماء قال: «عَلَيْكَ بِالتُّرَابِ» يعني التيمم(4)


 


(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/146) (21304،21305)، (5/155) (21371)، (5/180) (21568)، أبو داود: كتاب الطهارة، باب الجنب يتيمم (332، 333)، الترمذي: كتاب الطهارة، باب ما جاء في التيمم للجنب إذا لم يجد الماء (124)، النسائي: كتاب الطهارة، باب التيمم بوضوء واحد (322)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (332).

(2) مضى تخريجه في الذي قبله.

(3) أخرجه أحمد (7747، 8626)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/261): فيه المثنى بن الصباح والأكثر على تضعيفه وروى عياش عن ابن معين توثيقه وروى معاوية بن صالح عن ابن معين ضعيف يكتب حديثه ولا يترك

(4) مضى تخريجه في الذي قبله

 



بحث عن بحث