كلام للعلماء حول معنى الحديث

 

 

 

قال القرطبي :" قال العلماء : تعليم القرآن أفضل الأعمال ، لأن فيه إعانة على الدين ، فهو كتلقين الكافر الشهادة ليسلم )(1)

وقد سئل سفيان الثوري عن الجهاد وإقراء القرآن ــ أي تعليمه للناس ــ فرجح إقراء القرآن واحتج بحديث عثمان السابق (2)

وبعض أهل العلم حمل الحديثين بخير الناس وأفضلهم باعتبار التعلم والتعليم ، قال الطيبي :" أي خير الناس باعتبار التعلم والتعليم من تعلم القرآن وعلمه ".

قال القاري :" ولا يتوهم أن العمل خارج عنهما ، لأن العلم إذ لم يكن مورثا للعمل فليس علما في الشريعة ، إذ أجمعوا على أن من عصى الله فهو جاهل "(3)

وقال المناوي جامعا كل ما قيل في معنى الحديث : " (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) أي خير المتعلمين والمعلمين من كان تعلمه وتعليمه في القرآن لا في غيره إذ خير الكلام كلام الله فكذا خير الناس بعد النبيين من اشتغل به.

 أو المراد خير المتعلمين من يعلم غيره لا من يقتصر على نفسه.

 أو المراد خيرية خاصة من هذه الجهة أي جهة حصول التعليم بعد العلم والذي يعلم غيره يحصل له النفع المتعدي بخلاف من يعمل فقط ولذلك استظهروا رواية الواو على أو لاقتضائها إثبات الخيرية لمن فعل أحد الأمرين ولا شك أن الجامع بينهما مكمل لنفسه ولغيره فهو الأفضل.

 وقال بعض المحققين: والذي يسبق للفهم من تعلم القرآن حفظه وتعلم فقهه فالخيار من جمعهما.

 قال الطيبي: ولا بد من تقييد التعلم والتعليم بالإخلاص فمن أخلصهما وتخلق بهما دخل في زمرة الأنبياء"(4) .


(1) التذكار في أفضل الأذكار ص 144 .

(2) فتح الباري 9/ 97 .

(3) مرقاة المفاتيح 4 / 612 ، وتحفة الأحوذي 8 / 223 .

(4) فيض القدير 4 / 550 .



بحث عن بحث