الحلقة (31)

قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (16)

بناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، قَالَ : " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ؟ ،قَالَ: ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ( الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ) ، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ ، قَالَ: ( أَرْبَعُونَ سَنَةً ) " .[1]

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما -وقد تقدم-: ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال: وتعينني ؟  قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً. وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر، فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولانرَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة 127: قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولانربَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[2] 

يستفاد مما سبق

المقصود من الحديث الأول الإشارة إلى أول بناء المسجدين .

وقد قيل : بناهما جميعا آدم عليه السلام .

وقيل : بنى آدم المسجد الحرام ، وبنى بعض أبنائه المسجد الأقصى ، فكان بين البناءين أربعون سنة ، ثم بعد ذلك جدد بناء المسجد الحرام إبراهيم عليه السلام ، وجدد بناء المسجد الأقصى سليمان عليه السلام.

قال ابن الجوزي رحمه الله :

" الإشارة إلى أول البناء ، ووضع أساس المسجدين ؛ وليس أول من بنى الكعبة إبراهيم ، ولا أول من بنى بيت المقدس سليمان ، وفي الأنبياء والصالحين والبانين كثرة ، فالله أعلم بمن ابتدأ.

وقد روينا أن أول من بنى الكعبة : آدم ، ثم انتشر ولده في الأرض ، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس "[3]وبنحو ذلك قال القرطبي ، ورجحه الحافظ ابن حجر[4]


[1]روى البخاري (3366) ، ومسلم (520).

[2]صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا(3184).

[3]انتهى من " كشف المشكل " (1/ 360) .

[4]في " فتح الباري " (6/ 409) .

 

الحلقة (31)

قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام (16)

بناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة

عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، قَالَ : " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ؟ ،قَالَ: ( الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ) ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ( الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ) ، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ ، قَالَ: ( أَرْبَعُونَ سَنَةً ) " .[1]

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما -وقد تقدم-: ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريباً من زمزم، فلما رآه قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد، ثم قال: يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك ربك. قال: وتعينني ؟  قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً. وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها، قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر، فوضعه له، فقام عليه وهو يبني، وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولانرَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [البقرة 127: قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولانربَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[2] 

يستفاد مما سبق

المقصود من الحديث الأول الإشارة إلى أول بناء المسجدين .

وقد قيل : بناهما جميعا آدم عليه السلام .

وقيل : بنى آدم المسجد الحرام ، وبنى بعض أبنائه المسجد الأقصى ، فكان بين البناءين أربعون سنة ، ثم بعد ذلك جدد بناء المسجد الحرام إبراهيم عليه السلام ، وجدد بناء المسجد الأقصى سليمان عليه السلام.

قال ابن الجوزي رحمه الله :

" الإشارة إلى أول البناء ، ووضع أساس المسجدين ؛ وليس أول من بنى الكعبة إبراهيم ، ولا أول من بنى بيت المقدس سليمان ، وفي الأنبياء والصالحين والبانين كثرة ، فالله أعلم بمن ابتدأ.

وقد روينا أن أول من بنى الكعبة : آدم ، ثم انتشر ولده في الأرض ، فجائز أن يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس "[3]

وبنحو ذلك قال القرطبي ، ورجحه الحافظ ابن حجر[4]


 


[1]روى البخاري (3366) ، ومسلم (520).

[2]صحيح البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا(3184).

[3]انتهى من " كشف المشكل " (1/ 360) .

[4]في " فتح الباري " (6/ 409) .

 



بحث عن بحث