الإمام ابن خزيمة (12)

تابع لأهمية صحيح ابن خزيمة وفائدته:

10- ومن منهجه - رحمه الله -: ردُّه لرواية المدلسين:

ومن أمثلة رده لرواية بعض المدلسين قوله: "أما خبر أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة، فإن فيه نظراً؛ لأني لا أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود".

وأبو إسحاق هذا هو السبيعي، وهو مذكور وموصوف بالتدليس، وبعض العلماء يحتمل تدليسه، فبيَّن ابن خزيمة أن منهجه رد تدليسه، وهذا من شدة تحريه - رحمه الله -.

11- ومن منهجه - رحمه الله -: نصُّه على عدم سماع بعض الرواة من آخرين:

ومن أمثلة نصه على عدم سماع بعض الرواة من رواة آخرين قوله: "عبدالرحمن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من عبدالله بن زيد بن عبد ربه صاحب الأذان، فغير جائز أن يحتج بخبر غير ثابت على أخبار ثابته".

12- ومن منهجه - رحمه الله -: بيانه للعلل الخفية في الأحاديث:

ومن أمثلة بيانه للعلل الخفية في الأحاديث: حديث رواه خالد الحذاء، عن رجل، عن أبي العالية، عن عائشة - رضي الله عنها - في دعائه صلى الله عليه وسلم في سجود التلاوة الذي فيه: ( اللهم إني لك سجدت، وبك آمنت، وعليك توكلت، سجد وجهي لله الذي خلقه...) إلى أخر الحديث.

قال ابن خزيمة: "هكذا رواه إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن خالد - يعني خالد الحذاء-، ورواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وخالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن خالد الحذاء عن أبي العالية عن عائشة، بإسقاط الراوي بين خالد الحذاء وبين أبي العالية".

فبيَّن ابن خزيمة هذه العلة التي قد لا يفطن لها، وذكر أنها السبب في عدم إخراجه للحديث.

فقال: "إنما تركت إملاء خبر أبي العالية عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجود القرآن بالليل: ( سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته )؛ لأن بين خالد الحذاء وبين أبي العالية رجلاً مسمى، لم يذكر الرجل عبد الوهاب بن عبد المجيد وخالد بن عبد الله الواسطي".

وبيَّن أن الذي ذكره إنما هو ابن علية، ثم أخرج جميع الروايات الثلاث ثم قال: "وإنما أمليت هذا الخبر وبينت علته في هذا الوقت، مخافة أن يفتن بعض طلاب العلم برواية الثقفي وخالد بن عبد الله، فيتوهم أن رواية عبد الوهاب وخالد بن عبد الله صحيحة". فهذا مثال للعلة التي بسبب سقط في الإسناد.

13 - الكتاب مقسَّم على الكتب والأبواب الفقهية ، فقد قسمه إلى كتب رئيسية ، ثم جعل في كل كتاب عدة أبواب ، وفي كل باب يورد بعض الأحاديث ، وقد بلغ عدد الأحاديث 3079 حديثًا.



بحث عن بحث