الإمام ابن خزيمة (4)

 

 

هل كتاب التوحيد جزء من كتاب الصحيح ؟

ظاهر كلام الحافظ ابن حجر أن كتاب التوحيد جزء من صحيح ابن خزيمة ، حيث ذكر الصحيح في المعجم المفهرس ، وساق إسناده ثم قال :"وقد وقع لي من هذا الكتاب الصحيح : كتاب التوحيد ، وكتاب التوكل ، والسياسة .

وقال في الفتح ( 13 / 379 ): كذا أخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه .

ولما ألف كتابه : إتحاف المهرة جمع بين أطراف الكتابين معا.

وكذا تابعه المباركفوري في تحفة الأحوذي (9/114) حيث اعتبره من كتاب الصحيح .

وفيما ذهب إليه الحافظ ابن حجر والمباركفوري نظر ، لما يلي :

1 - أن ابن خزيمة بين سبب تأليفه لكتاب التوحيد ، وأنه رد على بعض المبتدعة في عصره ، مما يدل على أنه كتاب مستقل، وأفرد له مقدمة مستقلة ، ولو كان ضمن صحيحه لما أفرده بمقدمة لوحده .

2 - أن ابن خزيمة لم يقل في أي موضع من كتاب التوحيد : " مختصر المختصر " كما فعل في أوائل الكتب من صحيحه .

3 - أن عددا من الأئمة ممن تقدم على ابن حجر ، أو جاء بعده ، كانوا يذكرون الكتاب ، ويعزون إليه على أنه كتاب مستقل غير الصحيح ، كابن تيميه في الفتاوى (3/192 وغيرها) والذهبي في السير (12/145 وغيرها )وابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية ص 284.

ولما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( منهاج السنة 2/365 ) الكتب المفردة في التوحيد والسنة التي جاء فيها إثبات كلام الله عز وجل ، ذكر منها كتاب التوحيد على أنه كتاب مستقل.

4 - اختلاف منهج الكتابين : فمنهج الصحيح قائم على الاختصار والاكتفاء بعدد قليل من الأحاديث في كل باب ، أما في كتاب التوحيد فعلى العكس من ذلك ، فهو قائم على الإطالة والاستيعاب لأكثر ما ورد في الباب ، كما يتضح من مطالعة الكتاب ، فقد استغرق ما ذكره في إثبات اليد لله عز وجل من ص 118 - 201 ، وساق فيه أكثر من خمسين حديثا .

وأيضا في بداية كل كتاب ،ونهايته ، والتعليق على الأحاديث ، فمنهجه في كتاب التوحيد مختلف عن منهجه في ذلك كله عن كتاب الصحيح .

ولما تقدم فلعل الراجح أن كتاب التوحيد ليس من كتاب الصحيح ، وقد يكون من كتابه المسند الكبير ، والله أعلم "



بحث عن بحث