سنن الإمام النسائي  (6)

 

 

شرط النسائي في سننه و درجة أحاديثه :

قال الحافظ ابن رجب : وأبو داود : قريب من الترمذي في هذا بل هو أشد انتقاداً للرجال منه .

وأما النسائي : فشرطه أشد من ذلك ، ولا يكاد يخرج لمن يغلب عليه الوهم ، ولا لمن فحش خطؤه وكثر .

وقال الحافظ ابن حجر : وفي الجملة فكتاب النسائي أقل الكتب بعد الصيحيحين حديثاً ضعيفاً ورجلاً مجروحاً ويقاربه كتاب أبي داود وكتاب الترمذي .

-منهجه في سننه :

1 ــ لقد اختصر النسائي المجتبى من  كتابه "السنن الكبرى" ، على رأي جماعة من المحدثين .

2 ــرتبه على الكتب والأبواب الفقهية، فبدأه بكتاب الطهارة، وانتهى بكتاب الأشربة.

3 ــ رتب الأبواب على المعاني الأصولية  فيشير  إلى الناسخ والمنسوخ ونحو ذلك في تراجم الأبواب، فيقول، مثلًا باب الوضوء من مس الذكر وعقبه باب ترك الوضوء من ذلك، باب الوضوء مما مست النار ، وعقبه باب ترك الوضوء مما غيرت النار

4 ــ يبين غريب الحديث أحياناً  ففي الحديث ( رقم/24) قال أبو عبد الرحمن : الركس : طعام الجن.  و في الحديث ( رقم/53) لا تزرموه قال : أبو عبد الرحمن : يعني : لا تقطعوا عليه .

5 ــ قصد النسائي تخريج الأحاديث الصحيحة والقوية عنده ، وأصح ما ورد في الباب ،  ومن أمثلة ذلك

- الوضوء من مس المرأة

- التسمية على الوضوء .

6 ــ ينزل في الحديث لأجل تخريج القوي و الصحيح ، فعنده في سننه أحاديث عشارية مثاله :

الحديث رقم ( 996 )- أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا زائدة ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن خثيم ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن أبي ليلى ، عن امرأة ، عن أبي أيوب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[ (قل هو الله أحد) ثلث القرآن ].

قال أبو عبد الرحمن : ما أعرف إسنادا أطول من هذا

7 ــ لا يعلق الأحاديث إلا في القليل النادر ، ويوجد في الكتاب جملة لا بأس بها من الموقوفات .

8 ــ يبين درجة  الحديث و يحكم على الرجال أحياناً ، ومن الأمثلة :

قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1782)  : هذا حديث منكر.

قال أبو عبد الرحمن  ( رقم/2151) :حديث يحيى بن سعيد هذا إسناده حسن ، وهو منكر وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل.

قال أبو عبد الرحمن ( رقم/3215) :الأوزاعي لم يسمع هذا الحديث من الزهري وهذا حديث صحيح قد رواه يونس ، عن الزهري.

قال أبو عبد الرحمن ( رقم/800): بريدة هذا ليس بالقوي في الحديث

قال أبو عبد الرحمن ( رقم/940): معقل بن عبيد الله ليس بذلك القوي.

قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1316): عبد الله بن جعفر هذا ليس به بأس ، وعبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي بن المديني متروك الحديث.

9 ــ يبين الاتصال و الانقطاع ، وكذا الإرسال في الأسانيد أحياناً من الأمثلة :

 قال أبو عبد الرحمن ( رقم/438): مخرمة لم يسمع من أبيه شيئا

قال أبو عبد الرحمن  ( رقم/447): هشام بن عروة لم يسمع من أبيه هذا الحديث

قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1380): الحسن ، عن سمرة كتابا ، ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة ، والله تعالى أعلم.

قال أبو عبد الرحمن ( رقم/1420): عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر.

10 ــ  يتوسع في ذكر الطرق والاختلاف إذا وقع اختلاف كثير في الحديث ، ويعنون لها  ، ويقول : الاختلاف على فلان  ويسوق االطرق والأسانيد، وهذا مشهور معروف عنه

11 ــ يبين العلل الواقعة في الأحاديث من التفرد والمخالفة،والاختلاف في الرفع و الوقف ، والوصل والإرسال ويرجح ، وهذا كثير مشهور عنه ، وغالب تعليقاته في " سننه" في هذا الأمر

12 ــ بلغت تعليقات على الأحاديث و الرواة  في " سننه"  نحو ( 180 ) تعليقاً .

 

 



بحث عن بحث