rأما آداب الجارح والمعدل:

فهناك آداب ينبغي على الجارح أو المعدل مراعاتها، من أهمها:

1- عدم التجريح بما فوق الحاجة. قال السخاوي في فتح المغيث: «لا يجوز التجريح بشيئين إذا حصل بواحد».

2- لا يجوز الاكتفاء بإيراد الجرح فقط فيمن وجد فيه الجرح والتعديل. قال الذهبي عن كتاب الضعفاء لابن الجوزي: «وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح ويسكت عن التوثيق».

3- لا يجرح من لا يحتاج إلى جرحه مثل العلماء الذين لا يحتاج إلى روايتهم.

  • يقول ابن المرابط: «قد دونت الأخبار وما بقي للتجريح فائدة»، يعني في حق رجال الأسانيد المتأخرة، لأن الجرح شرع للضرورة، فما لم توجد الضرورة إليه لا يجوز الخوض فيه.

وقد اشتهر عن ابن دقيق العيد ـ وهو من كبار علماء النقد ـ قوله: «أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف على شفيرها طائفتان من الناس: المحدثون والحكام».

ومما ورد عن أئمة الجرح والتعديل في خوفهم من هذه المسؤولية ما جاء عن ابن أبي حاتم: أنه دخل عليه يوسف بن الحسين الصوفي وهو يقرأ كتابه في الجرح والتعديل، فقال له: كم من هؤلاء قد حطوا رواحلهم في الجنة منذ مائة سنة ومائتي سنة وأنت تذكرهم وتغتابهم؟ فبكى عبد الرحمن.

ويكفينا من ذلك الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعضٍ وكونوا عباد الله إخوانًا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسبِ امرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرامٌ دمه وماله وعرضه».

4- غض النظر عن بعض العيوب التي لا يعرى منها إنسان خاصة تلك التي ليس لها تأثير على الرواية أو على درجة صدق الراوي وتحريه لما يروي، فهذا من الزيادة المنهي عنها.



بحث عن بحث