الخاتمة

 

الحمد لله رب الأرباب، مجري السحاب، وهازم الأحزاب، وخالق خلقه من تراب .. أحمده تعالى وأشكره، وأستغفره من كل ذنب وله العَود وإليه المآب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى كل صحب وآل إلى يوم المآب، أما بعد:

فقد تجولنا جولة قصيرة مع حديث «الكيس من دان نفسه » عرفنا بها عِظم وأهمية الوقت الذي هو عمر الإنسان، والذي هو أنفاس معدودة ومحدودة فعلى الإنسان العاقل أن يحسن استثمارها واستغلالها فيما يفيد.

ولما كان لكل عبد سائر في هذه الدنيا زلةٌ ولا ريب كان من المهم أن يقف مع نفسه بين الحين والآخر ليحاسبها ويعاتبها، بل ويعاقبها إن احتاج الأمر حتى تصل إلى نهاية الطريق وقد فازت وربحت.

كما عرفنا خطورة ما ذكرنا من عوائق في طريق محاسبة العبد لنفسه فوجب الحذر منها، وفي المقابل واجب على كل عاقل أن يتمسك بما يعين على محاسبة النفس لما في ذلك من أداء الواجب الذي استخلفنا الله في الأرض من أجله على الوجه الذي ينبغي.

وثمرة ذلك كله أن يستثمر الإنسان عمره بكل ما يطيله ليقدم على ربه بصفحات مليئة بالأعمال الصالحة، وكذا بما يستمر له بعد الموت من الثواب العظيم.

وأسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا وأن يجنبنا زلات الهوى والنفس والشيطان وعثرات الطريق، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه

أ.د. فالح بن محمد بن فالح الصغير



بحث عن بحث