4 ـــ الملاطفة:

وهذه الدعامة مهمة بين الزوجين، وبها تزول الغموم والهموم، وتتصفى القلوب والأنفس، وهي من الأمور التي جبلت المرأة على حبها، لأنها أكثر عاطفة وأرهف حسًا من الرجل، لذلك كان الرسول الأمين لطيفًا مع أهله، يلاعبهم ويمازحهم، ويتسابق معهم، تقول عائشة ك: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس: «تقدموا» فتقدموا ثم قال: «تعالي حتى أسابقك» فسابقته فسبقته، فسكت عني حتى حملت اللحم، وبدنت ونسيت، خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس «تقدموا» ثم قال: «تعالي أسابقك» فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول: «هذه بتلك».

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: «تزوجت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا جابر! تزوجت؟ قلت: نعم. قال: بكرٌ أم ثيّب؟ قلت: ثيب، قال: فهلا بكرًا تلاعبها؟".

ليس هذا فحسب، بل ربط الرسول صلى الله عليه وسلم لطف المؤمن في بيته مع أهله بالإيمان قوة وضعفًا، وجعل ذلك من الصفات الحسنة التي يتعبد بها الله سبحانه وتعالى، فقال: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله».

ولا يخفى على الإنسان ما لهذا السلوك الخلقي الرفيع مع المرأة من أثر طيب في حياة الأسر والمجتمعات، وأنه يدل على ما تميزت به المرأة من مكانة عالية عند رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام.



بحث عن بحث