5 ـــ طاعة الله:

إن العلاقة الإنسانية التي أرسى دعائمها الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرجل والمرأة في أمور الدنيا تبقى ناقصة وغير متينة، إذا خلت من ذكر الله وعبادته، لأن العبادة هي الغاية التي من أجلها خلق الإنسان، فارتبط وجوده بقيام هذه الفريضة على الأرض، وإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد جعل قوة هذه العلاقة في طاعة الله، لذلك كان صلى الله عليه وسلم القدوة للأزواج في ذلك، امتثالاً لأمر ربه عز وجل حيث قال: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى      ﴾.

وقال أيضًا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ.

وكان عليه الصلاة والسلام مثالاً عمليًا في حياته مع أهله على طاعة الله وعبادته، حيث كان يأمرهم بأداء الفرائض كلها، ويحثهم على النوافل والقيام كقيام الليل وغيرها، ويعلمهم أمور دينهم الصغيرة والكبيرة، حتى لا يذر للشيطان فرجة يدخل منها إلى حياته مع زوجاته، وذلك هو الحصن المتين الذي به تتماسك الأسر وتستقيم، تقول عائشة ك: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت».

وكان التسابق إلى الخير من أولويات بيت النبوة، فجميع أهل البيت يتنافسون في الطاعات والصلوات، ويحث بعضهم بعضًا على ذلك، ليعم الأجر والثواب للجميع، ويذكر النبي صلى الله عليه وسلم الأمة بمدى أهمية قيام ذكر الله بين الزوجين في البيت حين قال: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى ثم أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء».

وهذا تكريم للمرأة، حيث تشارك الزوج في العبادة وتنافسه فيها، لتنال الأجر من ربها، وتفوز برضوانه وجناته، بعكس ما كانت تعتقده الجاهلية من أن المرأة لا تكليف عليها لأنها فاقد للأهلية الدينية.



بحث عن بحث