r   ثانيًا: الصفح عن الزلة:

كان عليه الصلاة والسلام متسامحًا في تعامله، يصفح ويعفو عن المخطئين لا سيما الذين هم حديثو عهد بالإسلام، وكان يحثّ صحابته التحلي بهذا الخُلق العظيم ويخبرهم عن الأجر العظيم المنوط به، فيقول: «من كظم غيظًا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيِّره أي الحور شاء». ويقول أيضًا: «اتق الله حيثما ما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن».

وكان عليه الصلاة والسلام يقول: «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه» .

بل إن عفو النبي صلى الله عليه وسلم وصفحه تجاوز حجم الزلة والأخطاء الصغيرة إلى العفو عن المظالم الكبيرة التي وقعت بحقه عليه الصلاة والسلام وحق الصحابة ن في مكة من التعذيب والتشريد والحرمان وغيره، وقد قابل أولئك القوم الذين أخرجوهم وعذّبوهم بقوله العظيم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وهو في موضع القوة والتمكين وهم في حالة الضعف والهوان.

وصدق شوقي حين قال:

وإذا عفوتَ فقادرًا، ومقدّرًا      لا يستهيـن بعفوك الجُهـلاء



بحث عن بحث