القاعدة الخامسة عشرة

الــدعاء

r   مدخـل:

إن الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه وطلب التوفيق والنجاح في الحياة والفوز والنجاة في الآخرة هي قاعدة مهمة من قواعد التربية في الهدي النبوي، فقد كان عليه الصلاة والسلام متواصلاً مع هذه القاعدة في كل حركاته وسكناته، لأن الاعتماد على الأسباب وحدها غير كاف للوصول إلى الأهداف وتحقيق الغايات ما لم تدعّم بالدعاء إلى الله والاستعانة به على تسهيل الأمور وتذليل الصعاب، فكثير من الناس لا يصلون إلى أهدافهم رغم توفر الإمكانات والأدوات والظروف المناسبة، لغياب عنصر الدعاء، وبالمقابل فإن البعض يحققون غايات كبرى بآليات بسيطة وإمكانات متواضعة، لأنهم استعانوا بالدعاء، لا سيما العاملون في المجال التربوي والدعوي والتعليمي.

ولهذه القاعدة معالم كثيرة في الميادين التربوية يمكن الإشارة إلى بعضها:

r   أولاً: فضل الدعاء وأهميته:

يتبيّن أهمية الشيء ومكانته، حين نقرأ في النصوص الشرعية الحث عليه وترتيب الأجر والمثوبة على فعله، كما هي الحال في الدعاء إلى الله تعالى وسؤاله وطلب الحوائج منه وحده، يقول تبارك وتعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ .

وبهذا فإن الدعاء، أمر مطلوب، ولا يمكن الاستغناء عنه، وإن امتلك الناس أسباب الحركة والعمل والنجاح، فذلك كله منوط بتوفيق الله تعالى الذي يمدّه إلى من يطلبه منه جلا وعلا وحده.

كما جاءت أهمية الدعاء في الهدي النبوي، فقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على الدعاء وفضله وضرورته في الحياة، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: «ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء».



بحث عن بحث