r   ثالثًا: الدعاء سمة الأنبياء والصالحين:

كان الدعاء سنة من سنن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، في السرّاء والضراء، فلم يكن في أزمنة معينة أو أمكنة محددة، بل كان دأبهم في كل حال، يشمل الدعاء حوائجهم الدنيوية من الرزق الحلال والذريات المباركة، وكذلك يشمل حوائجهم الأخروية في قبول أعمالهم وعباداتهم وبالتالي الفوز برضوان الله تعالى وجناته، ومن هذه الدعوات التي وردت على ألسنة بعض الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام في كتاب الله تعالى:

1 - قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: ﴿ وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًاإِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾.

وقد أجاب الله دعوته بعد أن يئس نوح عليه السلام من قومه حيث استغرق دعوته قرونًا من الزمن، ولم يتبعه إلى نفر قليل، فعذبهم الله بالطوفان ولم ينج منهم إلى نوح عليه السلام وبعض أهله، قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ .

2 - دعوات إبراهيم عليه السلام التي تعددت في مواطن كثيرة من كتاب الله، كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَرَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ .

3 - دعوات زكريا عليه السلام كما في قوله تعالى: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾.

4 – دعوات يونس عليه السلام في جوف الحوت: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾.



بحث عن بحث