السادسة: الإيجابية بين الفرد والجماعة

 

العمل الإيجابي هو في الأصل عمل فردي ولكنه يزداد قوة وتمكينًا إذا اجتمع مع عمل الآخرين فيخرج بصورة جماعية، ولا يتأتى العمل الإيجابي ثماره بصورة فردية، لأن تأثيره يبقى ضيقًا ومحدودًا، أما إذا كان جماعيًا فإن المجتمع بكامله يستفيد منه ويعود أثره الإيجابي على الأمة قاطبة، قال الله تعالى: âوَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِá .

كما تظهر الإيجابية من الفرد والجماعة، حين يكونوا يدًا واحدة نحو السلبية التي تهددهم جميعًا، وهو أمر مطلوب لسلامة الجميع، ودفع الخطر عنهم، والتقدم بهم نحو الأمام، وتتمثل السلبية في المعاصي والذنوب التي تغضب الله تعالى وتخرج الناس عن مسار الحق والهداية، وتتمثل كذلك في الأخطاء التي تترتب عليها عواقب وخيمة على مصالح الناس وأرواحهم وأموالهم، والموقف من جميع هذه السلبيات يكون بمنعها وصدّها بالاتفاق والتعاون بين الفرد والجماعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا».

ولعل مبدأ التكافل الاجتماعي الذي أرساه الإسلام للناس هو الصورة الحقيقية للإيجابية الصحيحة بين الفرد والمجتمع، فقد أرسى قواعد الاجتماع والتكاتف والتآلف، وحثّ على الجماعة وشدد في مخالفتها، وهي من أعظم عناصر الإيجابية التي تثمر ثمارها في المجتمع المسلم.



بحث عن بحث