الحلقة ( 54 ) شبه المنكرين لحجية السنة، والرد عليهم (11)

 

الوجه الخامس : وكما أن الله قيض للكتاب العزيز ، العدد الكثير ، والجم الغفير : من ثقات الحفظة ، في كل قرن ، لينقلوه كاملا من السلف إلى الخلف ــ كذلك ــ قيض الله سبحانه للسنة الشريفة ، مثل هذا العدد أو أكثر : من ثقات الحفظة ، فقصروا أعمارهم ــ وهي الطويلة ــ على البحث والتنقيب عن الصحيح من حديث رسول الله ــ  صلى الله عليه وسلم ــ ينقلونه عمن كان مثلهم في الثقة والعدالة ، إلى أن يصلوا لإلى رسول الله ــ صلوات الله عليه وتسليماته ــ حتى ميزوا لنا " الصحيح " من " السقيم " ، ونقلوه إلينا : سليما من كل شائبة ، عاريا عن كل شك وشبهة ، واستقر الأمر ، وأسفر الصبح لذي عينيين .

ولأن الله قد حفظ سنة رسوله كما حفظ القرآن الكريم ، وجعلها حصنه ودرعه وشارحه ــ كانت الشجى في حلوق الملحدين ، والقذى في عيون المتزندقين ، والسيف القاطع لشبه المنافقين ، وتشكيكات الكائدين.

فلا غرو، إذا لم يألوا جهدا ، ولم يدخروا وسعا : في الطعن في حجيتها ، والتهوين من أمرها ، والتنفير من التمسك بها ، والاهتداء بهديها ــ : لينالوا من القرآن ما يريدون ، ومن هدم الدين ما ينشدون :  ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )(1)                                                    

 


(1)     سورة التوبة / 72 . وانظر في الرد على هذه الشبهة : تاريخ السنة ومصطلح الحديث ص 40 ــ 46 ،بحوث في السنة المشرفة ص 59 ، 60 ، شفاء الصور في تاريخ السنة ومناهج المحدثين ص80 ــ 82 .



بحث عن بحث