القاعدة السادسة:

ترتيب الأولويات

ما الزيادة هنا على ما سبق في القاعدة السابقة؟

هذه القاعدة هي ثمرة القاعدة السابقة، خططت لأهدافي، وتبينت الوسائل لي، وجمعت ما أريد تحقيقه.

هنا: أرتب الأولويات والمهمات، الأهم فالمهم، أو الأكثر أهمية على الأقل أهمية، وهذا الترتيب كما أنه للأهداف فهو للوسائل أيضًا، وللأعمال.

عندما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة كان لديه التصور واضحًا، فبدأ بالدعوة إلى «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أي: بدأ بالعقيدة، وركز الجهد في ذلك، حتى هاجر إلى المدينة، ثم انتقل إلى الأحكام العملية.

وعندما أرسل صلى الله عليه وسلم معاذًا ط إلى اليمن قال له: «يا معاذ إنك تقدم على قوم أهل الكتاب فإذا جئتهم فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة...».

ونلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم رتّب الأولويات لمعاذ ط، فبدأ بالعقيدة، ثم الصلاة، ثم الزكاة، ورتّب الانتقال على مبدأ الطاعة والانقياد.

وفي العقول السليمة: أن لا تشتغل بالمفضول وتترك الفاضل.

مثال على تطبيق هذه القاعدة :

لدي مجموعة من الأهداف المتعددة: عبادية، وأسرية، ومالية، وغيرها.

فهل أبدأ بها كلها بخطوط متوازية، أو أن بعضها ينبني على بعض؟

إن الأهداف العبادية تكون في المقدمة، وتأخذ الأولوية، فلا تقبل التنازل أو التأخير كالأهداف المالية.

وبناء على ذلك: أعمل مخططًا في أهم الأعمال التي أريد تنفيذها، ثم أرتبها حسب الأهمية، فهناك من الأعمال لا يقبل التأخير مثل المفروضات والواجبات، فلها الأولوية، ومنها ما يقبل التأخير بعض الوقت، وغير ذلك.

ويمكن أن يكون هذا الترتيب أسبوعيًا، أو شهريًا، أو سنويًا، كما يمكن أن يكون يوميًا.

أهمية هذه القاعدة :

تنطلق أهمية هذه القاعدة من عدة أمور، منها:

1 ـ تترتب الأعمال التي يريد الإنسان إنجازها.

2 ـ تتبين الأعمال المهمة عن غيرها.

3 ـ تبعث الطمأنينة والهدوء أثناء أداء العمل.

4 ـ تظهر النتائج واضحة، فتشجع على الاستمرار وتحقيق الأهداف.

5 ـ تبعد الفوضى والاضطراب في تنفيذ الأعمال وإنجازها.

6 ـ تضمن عدم تأخير المهمات عن الإنجاز في الزمن المخصص لها.

وبدون هذا الترتيب يقرب التخطيط من الفوضى، أو على الأقل تتداخل الأعمال، ومن ثم يتقدم المفضول على الفاضل، وتتأخر الأعمال المهمة، والنتيجة هي عدم الوصول إلى الأهداف المرجوة.

الخلاصة :

بناء على ما سبق: من أهم خطوات النجاح الحقيقي، ترتيبُ الأعمال، والبداءة بالأهم فالمهم، حسب الوقت، والمكان، والنتائج، وهي خطوة تطويرية للتخطيط.

ومما يعين على ذلك: جرد الأعمال المهمة، وتقسيمها، وتوزيعها على الوقت، وهكذا.



بحث عن بحث