الخطبة الثانية

   الحمد لله الذي فتح لعباده طريق الفلاح، وأرشدهم إلى ما فيه الخير والصلاح، فمن سلك هذا الطريق، فله الفوز والنجاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الحب والنوى وفالق الإصباح، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، الذي بددت رسالته ظلمات الجهل والظلم، كما بدد ظلام الليل نور الصباح، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان ما أشـرق الفجر ولاح، أما بعد :

أيها المسلمون!

   إن الناظر في أحوال الإعلام المعاصر من فضائيات وغيرها يجد دعوات محمومة وبرامج مركزة لمحاصرة الفضيلة وخنقها، من امتهان المرأة، ونزع الحياء، وخلع ثوب العفاف، ومصادمة الفطرة وغيرها، فقد تكاثرت في هذه الأيام، والعاقل يسأل نفسه لماذا؟ والقرآن يجيب: (يُريدون ليُطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتمُّ نوره ولو كره الكافرون) [الصف: 8].

أيها المسلمون!

   إننا على ثقة- مهما تكالبت المدلهمات وأظلمت الطرق، وحورب الدين- أن المرأة في بلاد الحرمين لديها من الحصافة والوعي والثقة بدينها ما تميز به بين الضار والنافع، والأنصار والخصوم، وإننا على ثقة على يقظة ولاة أمرنا وعلمائنا، ودعاتنا وداعياتنا لمواجهة هذه الحركات مهما علت أصواتها وتأججت نيرانها، وسالت أقلامها، ولكنها عباد الله الذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.

   وصلوا وسلموا على من أرسله الله رحمة للعالمين، وهدى ورحمة للمؤمنين، كما أمركم الله جل وعلا في محكم كتابه الكريم فقال (إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) والحمد لله رب العالمين.



بحث عن بحث