الخطبة الثانية

   الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد :

أيها الشباب! الأمة بحاجة إلى طاقاتكم وقدراتكم، وبحاجة إلى أن تكونوا على مستوى المسؤولية، وأن تحافظوا على أوقاتكم وتسخروها فيما ينفع دينكم ودنياكم، وأن تكونوا أقوياء وأمناء وجادين في حياتكم، كما كان عليه نبي الله موسى، عليه السلام، حينما أقبل إلى أرض مدين، فحافظوا على نعم الله عليكم من الصحة والعافية والوقت، واستعملوها في وجوه الخير المختلفة، وكونوا أيها الشباب نماذج يضرب بها الأمثال في الطهارة والعفة والخوف من الله تعالى ومراقبته سرَّاً وجهاراً، كما كان شأن نبي الله يوسف، عليه السلام، إن أمتكم بحاجة إليكم في كل شؤونها وأحوالها؛ تريد أمتكم ومجتمعكم شباباً جادين يتطلعون إلى القمم السامقة ويترفعون عن سفاسف الأمور، وما تروجه وسائل الإعلام المتكالبة عليهم من هنا وهناك، ليتحلل من رجولته وشبابه وقوته، نريد شباباً تعي أحوال أمتها، وتحاول إيجاد السبل المناسبة لإنقاذها مما يهددها على يد أعدائها من الداخل والخارج، نريد شباباً متعلماً يخوض أغوار العلوم المختلفة؛ في الشريعة والدعوة، والهندسة والطب، والفلك والعلوم وغيرها، نريد شباباً مؤمنين واثقين لا يحتكمون ، ولا يعرفون شريعة إلا شريعة الله، نريد شباباً يعرفون قدر علمائهم ومشايخهم وكبارهم، فيرجعون إليهم في الحوادث والنوازل، نريد شباباً واعياً لا يغتر بادعاءات الببغاوات المستغربين الذين يرددون كل ما يسمعون من أعداء الأمة، ويطبلون على نغماتهم وأفكارهم.

        شباب ذللوا سبل المعالي        وما عرفوا سوى الإسلام دينــا

        تعهدهم فأنبتهم نباتــاً            كريماً طاب في الدنيا غصونــا

   فاتقوا الله أيها الشباب! ويا أولياء الشباب سخروا هذا الشباب لتكونوا كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم، من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله" "وشاب نشأ في عبادة الله"  .

  هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة كما أمر الله جل وعلا في محكم كتابه حيث قال (إنَّ الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).



بحث عن بحث