الخطبة الثانية

   الحمدلله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

أيها المسلمون!

    لا يعني أن ما قلناه في الخطبة الأولى نعادي عمل المرأة المسلمة، بل نريد لها أن تعمل ضمن الضوابط الشرعية التي تضع الأمور في نصابها، بحيث توفق بين عملها الشرعي خارج البيت، وبين تربية أبنائها، والقيام وبواجبها الأسري داخل البيت، فلا يكون عملها خارج البيت على حساب تربية أبنائها، كأن تعمل طول النهار، وتترك تربية الأبناء للخادمات والمربيات.

   نريد أن تعمل في المجالات التي تتعلق بالنساء، ونريد لها أن تكون داعية، وتكون لها مراكز خاصة لها لتعليمها أحكام دينها، ونريد أن تكون مربية، وطبيبة للنساء، وممرضة للنساء، ومشرفة اجتماعية للنساء، وفي محيط النساء، هذا هو شرع الله.

أيها المسلمون! من الغبن الفاحش أن نستمد نظمنا وقوانيننا من الملل الكافرة، وقد حذرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من ذلك بقوله: " كفى بقوم ضلالا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به نبي غير نبيهم، أو كتاب غير كتابهم " سنن الدارمي.

   وقوله صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن" ؟ رواه البخاري.
   إن الأمة بحاجة إلى المرأة المسلمة التي تصون نفسها بقيم الإسلام ومبادئه، وتحافظ على حجابها وكرامتها وتحميها من الذئاب البشرية، كما حافظت عليه ابنتا الشيخ الكبير، وإن الأمة بحاجة إلى المرأة القابضة على دينها كما كانت امرأة فرعون- رضي الله عنها، وهي في بيت أكبر طاغية، إن الأمة بحاجة إلى المرأة التي تتعلم الدين وأحكامه، وتصبح داعية تعلم مثيلاتها مـن النساء أمور دينهـم كما كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

   بصّر الله الجميع بالحق ودلهم عليه، ووقانا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

  وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة عليه كما أمركم الله جل وعلا في كتابه الكريم: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).



بحث عن بحث