الوقفة الأولى :

في هذا الباب إثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى، وهذا تكرر في كتاب الله عز وجل في قولـه تعالى: ]وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[، فالمذهب الحق في هذا الباب أننا نثبت أن لله سبحانه وتعالى وجهاً من غير أن نعطل المعنى، لا نقول: الوجه المراد به كذا أو كذا... ومن غير تشبيه بأوجه المخلوقين؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا شبيه لـه ولا يجوز تشبيهه بأحد من خلقه جل وعلا .

فمن هذا الحديث الذي أورده المصنف نثبت الوجه لله سبحانه وتعالى كسائر الأسماء والصفات التي نثبتها لله عز وجل كما أثبتها لنفسه من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف؛ كما قال الإمام مالك رحمه الله لمن سأل عن المراد بالاستواء قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة.

والسؤال عن هذا الكيف بدعة لأنه لم يرد عن الله سبحانه وتعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم .

الوقفة الثانية:

إن السؤال بوجه الله سبحانه وتعالى يجب أن لا يكون إلا لأمر عظيم، ولذلك لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، ومن هنا يجب على المسلم أن يتنبه لمثل هذا

الأمر العظيم بأنه لا يسأل بوجه الله إلا الأشياء العظيمة الكبيرة وهي: الجنة .



بحث عن بحث