وقفات سريعة مع مسئولية المرأة

 

     وبعد هذه الجولة السريعة عن مسئولية المرأة في نفسها وبيتها وفي الإصلاح والتوجيه الاجتماعي، وبيان مسئوليتها في المجتمع والأمة، يجب عليها التنبه إلى جملة أمور نختم بها هذا البحث، وهي ذات أهمية كبيرة أعرضها في وقفات سريعة، أشبه ما تكون بالعوامل المساعدة لنجاح تلك المهمة الكبيرة التي تقوم بها.

     الوقفة الأولى: إعداد المرأة نفسها لتلك المهمة.

     لا شك أن هذه المسئولية عظيمة وكبيرة، ومهمة جليلة، لا يفكر فيها ويعمل بها إلا تلك الموفقات اللاتي دخلن مضمار السباق للوصول إلى قمم الجبال العالية.

     هذه المهمة الكبيرة تحتاج إلى إعداد مسبق يمكن تلخيص متطلباته بما يلي:

      * الإعداد العلمي، والمقصود به العلم الشرعي الذي يفيد في معرفة ما يجب على المكلف من أمر دينه عقيدة وعبادة ومعاملة.

   وبناء على ذلك يجب أن يكون لها نصيب وافر في علوم: العقيدة، والعبادة، والمعاملة، والأخلاق، والآداب والسلوك، وسيرة الرسول  صلى الله عليه وسلم ، وتراجم السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم رضي الله عنهم.

     * الإعداد الاجتماعي بأن تعد لنفسها مجتمعًا مصغرًا تستطيع من خلاله أن تقوم بمهمة الدعوة خير قيام، ومن أهم ما  يعينها على هذه المهمة ألا توافق على الزواج إلا على الرجل الصالح الذي يهيئ لها الجو المناسب لمهمتها الكبرى، وأن تعود نفسها المشاركة في الميادين الصالحة وتدرب نفسها على ذلك كالتدرب على النصح والتوجيه، وإلقاء الكلمات والمحاضرات، ويستحسن أن تتدرب على ذلك منذ صغرها، منذ كونها طالبة حتى تؤدي دورها بصفة أكبر وأفضل، وتتعود على الجو الاجتماعي والمجتمعات النسائية.

     * الإعداد النفسي، والمقصود بذلك أن تهيئ نفسها وتكونها ليكون لديها الاستعداد القوي لولوج هذه الميادين، بكل ثقة وثبات وعزيمة وإقدام دون تردد أو خور، مستعدة لتلقي الصدمات النفسية والاستهزاءات والسخريات التي قد تسمعها من متلقية أو فاسقة أو مضادة لها في الفكر أو الدين أحيانًا، ومما يعين على ذلك قوة الإيمان بالله عز وجل، والإخلاص له في أداء هذه المهمة وعدم طلب شيء من الدنيا سمعة أو رياء أو طلب تفوق في مجال من المجالات الدنيوية، وأن يصاحب الإخلاص قوة الاعتزاز بهذا الدين (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) [المنافقون:8] وكذا الجرأة في الحق وعدم التخاذل والتردد والكسل وتجميع الأوهام، ومخافة عدم القبول، وتسويل الشيطان، فتحرص أن تكون جريئة في الحق الذي لديها، ومن ذلكم أن تعلم بأنه لا بد من وجود عقبات في هذا الطريق فقدوتها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وقد حصل له ما حصل من الإيذاءات والتعب والرد والصد والاتهامات والسجن والتعذيب له ولأصحابه ومع ذلك تخطى تلك العقبات حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا، وأكمل الله له الدين، وأتم عليه النعمة.

     * الإعداد التخطيطي والمعرفي لأهداف وأساليب الدعوة.

     الدعوة الإسلامية دعوة علمية عملية عالمية يحتاج أداؤها إلى معرفة بماهيتها ووسائلها وأهدافها، وأداء المرأة لهذه الدعوة يجب أن يسير وفق خطة واضحة مرسومة ترسمها لنفسها أو تتعاون مع من يشاركها في هذه المهمة، فما ذا تريد من دعوتها؟ وما أهدافها القريبة والبعيدة؟ وما الأساليب الناجحة للوصول إلى تلك الأهداف؟ كل هذا ونحو ذلك يجب أن تعد المرأة نفسها له قبل أن تلج الميدان حتى لا تفشل فيرتد الأثر السلبي عليها فتقعد عن أداء مهمتها، وبناءً على ذلك تحتاج إلى:-

-         أن تخطط لمسيرتها الدعوية برسمها: الأهداف البعيدة، والأهداف القريبة.

-         كذلك تنظر إلى الوسائل المتاحة لها استخدامها بصفتها امرأة فقد يتاح للرجل ما لا يتاح لها والعكس.

-         أن تتعرف على أساليب الأداء التي تؤدي بها دعوتها وتبلغها للناس.

-         أن تتعرف على العقبات التي يمكن أن تحصل لها لكي تستعين بذلك على تجاوزها، أو عند حصولها.



بحث عن بحث