إن طلب العلم الشرعي وتحصيله هو هبة ومنحة من المولى جل وعلا، يمنّ بها على من كان مستحقًّا لها من عباده، فإذًا الجأ إلى الله سبحانه، وتذلل له لعلك أن تكون من المقبولين، وقد أمرنا الله سبحانه بدعائه واللجوء إليه، فقال عزّ من قائل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].

¤   وكان سلف الأمة الأبرار وأئمتها الأخيار يلجؤون إلى الله ويدعونه في كل أحوالهم وشؤونهم، ومن ذلك إذا أشكلت عليهم مسألة علمية أو عسر عليهم فهمها، فكان الرب يستجيب دعاءهم ويفتح عليهم من خزائن علمه وفضله وجوده.

قال شيخ الإسلام: «ربما طالعت في تفسير الآية الواحدة مائة تفسير فلا أفهمها، ثم أسأل الله الفهم وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علّمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علّمني». فماذا كانت النتيجة؟ لقد علّمه معلم آدم وإبراهيم عليهما السلام، وفقد فهمه مفهّم سليمان عليه السلام، فكان ابن تيمية أعجوبة الفهم والحفظ والاستنباط! فيا طالب العلم: إذا أردت العلم فالجأ إلى ربك ومولاك، وانطرح على بابه وتذلل له، وانكسر لعظمته وجلاله، لعل الله يفتح عليك من بركاته العلم والفهم والحفظ ما لا يخطر على بالك ولم يَدُر بخيالك!!



بحث عن بحث