5 ــ ومن فوائد العمل المتعدي نفعه: دفع البلاء المحذور:

×    قال النبي  صلى الله عليه وسلم  حين هلع الناس لكسوف الشمس: «فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبِّروا وصلُّوا وتصدقوا». قال ابن دقيق العيد في شرح هذا الحديث: «وفي الحديث دليلٌ على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاء المحذور».

6 ــ ومن فوائد العمل المتعدي نفعه: زوال الهم والغم والقلق:

mقال ابن سعدي رحمه الله: «ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق: الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف، وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه، فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }[النساء: 114].

فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه، والخير يجلب الخير، ويدفع الشر، وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجرًا عظيمًا، ومن جملة الأجر العظيم: زوال الهم والغم والأكدار ونحوها».

وقد ذكر الله تعالى فيمن ينفق أمواله ليل نهار سرًّا وعلانية أنه لا يعتريه خوف ولا حزن فقال: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }[البقرة: 274]، يقول أحد المفسرين: «{فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ } هكذا إطلاقًا، من مضاعفة المال وبركة العمر وجزاء الآخرة ورضوان الله، {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} لا خوف من أي مخوف، ولا حزن من أي محزن... في الدنيا والآخرة سواء».



بحث عن بحث