9 ــ كما أن من فوائده: التأييد الإلهي وتوفيق العبد لما فيه الخير:

×    فعن أبي هريرة رضي الله عنه  عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: «بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله! ما اسمك؟ قال: فلان؛ للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله! لم تسألني عن اسمي؟ فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثًا، وأردُّ فيها ثلُثَه».

×    والأمر محسوس مشاهد، وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه  أنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «إن المعونة تأتي العبد على قدر المؤنة».

×     وفي موطأ مالك عن عائشة زوج النبي  صلى الله عليه وسلم : أن مسكينًا سألها وهي صائمة وليس في بيتها إلا رغيف، فقالت لمولاة لها: أعطيه إياه، فقالت: ليس لك ما تفطرين عليه، فقالت: أعطيه إياه، قالت: ففعلت، قالت: فلما أمسينا أهدى لنا أهل بيت أو إنسان ما كان يهدي لنا شاة وكفنها (أي: ما يغطيها من الرغفان) فدعتني عائشة أم المؤمنين فقالت: كلي من هذا، هذا خير من قرصك.

وبعد:

فهل يتوقف فرد أو مجتمع بعد معرفة هذه الآثار وتلك الغايات عن أن يضع له نصيبًا من المشاركة في الأعمال الخيرية المتعدي نفعها للناس أو الحيوان؟ إن المغبون هو الذي يغمض عينيه، ويغلق بصيرته، ويمسك أمواله، ويحبس جاهه، فهذا قد خسر خسرانًا مبينًا.



بحث عن بحث