أهم المصالح المراعاة بها في الشريعة خمسة

 

3.     حفظ العقل: العقل من أعظم نعم الله على الإنسان، وبه امتاز الإنسان على سائر الحيوانات، وبه يميز بين الخبيث والطيب، والحسن والقبح، والخير والشر، ولأهميته اعتنى الشرع بحفظه، وسدَّ جميع الذرائع والوسائل التي تؤدي إلى الإخلال به، فمنه شرب الخمر والمسكرات والمخدرات التي تضر بالعقل والجسم، فحرمها الله تعالى في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠﴾ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [سورة المائدة: 91]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [سورة البقرة: 195].

 

 

وشرع الحد على من شربه؛ كما جاء في الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ضَرَبَ فِي الخَمْرِ بِالجَرِيدِ وَالنِّعَالِ وَجَلَدَ أَبُوبَكْرٍ أَرْبَعِينَ(1)

وفي رواية عَن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا نُؤْتَى بِالشَّارِبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللّٰـهِ ﷺ وَإِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصَدْرًا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، فَنَقُومُ إِلَيْهِ بِأَيْدِينَا وَنِعَالِنَا وَأَرْدِيَتِنَا، حَتَّى كَانَ آخِرُ إِمْرَةِ عُمَرَ فَجَلَدَ أَرْبَعِينَ، حَتَّى إِذَا عَتَوْا وَفَسَقُوا جَلَدَ ثَمَانِينَ(2)

وقد أجمع العقلاء من بني البشر على المحافظة على العقل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب: ما جاء في ضرب شارب الخمر، برقم: (6773)، ص: 1168.

(2) صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب: الضرب بالجريد والنعال، برقم: (6779)، ص:1169.



بحث عن بحث