الإخلاص من مقومات الدعوة

2-      الإخلاص: إن الدعوة إلى الله من أجلّ العبادات، فهي تفتقر إلى نية خالصة لله سبحانه. و لا يمكن أن تنجح الدعوة ويصل الداعية إلى هدفه المنشود إلا بالإخلاص لله وحده، لا أجرًا في الدنيا ولا رياءً ولا سمعةً، وإنما طمعًا في ثواب الله وأجره، وإصلاحاً لعقيدة الناس وعباداتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم، ويكون شعاره: ﴿يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [هود: 51]

والإخلاص ركن أساسي في كل عمل، أمر الله به سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ونص عليه رسوله ﷺ، بل علق قبول الأعمال عليه، قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي﴾ [الزمر:14]

وقال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة:5]

وقال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر:2]

وروى الشيخان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى«(1)

فالدعوة إلى الله من أهم الأعمال الصالحة التي يرجى بها القرب من الله سبحانه وتعالى فتحتاج حاجة عظيمة لتجريدها لله سبحانه وتعالى، فليقصد الداعية وجه الله سبحانه وتعالى مبتغيًا الأجر والمثوبة، وليحذر من أن ينحرف قصده إلى أي غرض دنيوي من طلب مال أو جاه أو شهرة، أو سمعة أو تميز على الأقران والزملاء، فإن فقدان الإخلاص إلى أحد هذه النوايا ونحوها من أعظم الآفات، ومن أسباب فشل الداعية، أو الدعوات الإصلاحية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  أخرجه البخاري في بدء الوحي (1) باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ، وفي الأيمان والنذور (6689) باب النية في الأيمان، ومسلم في الإمارة (1907) باب قوله غ: «إنما الأعمال بالنية».



بحث عن بحث