الجنة هي غايتنا

حديث: ما من أحد يدخل الجنة بعمله

 

 

1- عن أبي هريرة س قال: قال رسول الله ق: «لن ينجي أحدا منكم عمله» قالوا، ولا أنت يا رسول الله قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا».

 

2- وعن عائشة ك أن رسول الله ق قال: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله» قالوا، ولا أنت يا رسول الله قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة».

 

3- وفي رواية عنها: «سددوا وقاربوا واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة ، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل».

 

عندما يقرأ المسلم هذه الآيات والأحاديث والأبيات السابقة التي تصف الجنة وتذكر ما أعد الله فيها لعبادة المتقين يكاد يطير من الفرح والشوق لذلك المكان العالي الذي لا ينال إلا برحمة الله عز وجل، (فالشوق يحمل المشتاق على الجد في السير إلى محبوبه ويقرب عليه الطريق ويطوي له البعيد ويهون عليه الآلام والمشاق وهو من أعظم نعمة أنعم الله بها على عبده ولكن لهذه النعمة أقوال وأعمال هما السبب الذي تنال به)([1]).

 

وكل ما سبق من المباحث والوقفات التي تناولت ألفاظ الحديث، إنما كان لغرض دخول الجنة، وهو الغاية؛ إذ في الجنة رؤية الله تعالى التي لا نعيم فوقها، فسير الدلجى، والقصد، والتيسير، والرفق، والسداد، والجد، والاجتهاد الذي سبق في الحديث، وما تلاه من مباحث ووقفات، إنما كان كل ذلك من أجل دخول الجنة، وذلك كله بفضل الله ورحمته وتوفيقه؛ إذ هو سبحانه وفقنا للعمل، وأعاننا عليه.

 

وعلى هذا فيجب على المسلم أن يجد في السير والعمل على قدر الاستطاعة، ومعالجة القلب، وتصحيح المسار، والنظر إلى الغايات، ومداواة القلب، واستغلال الوقت، واستثمار الجهود، وتنوع الأعمال، والتركيز على المهمات، والعمل بالأولويات، وترتيب البرامج في ضوء ذلك كله، من أجل الوصول إلى هذه الغاية العظيمة والمطلب الأسمى، والهدف الأعلى، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ويجد المجدون، ويتبارى العاملون، حقق الله تعالى لي ولكم ذلك.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


([1]) مختزل من كلام ابن القيم في زاد المعاد(3: 15).



بحث عن بحث