كتاب: حــديــث ما من أحد يدخل الجنة بعمله

 

وقفـات وتـأملات للدكتور فالح الصغير

 

 

الـمقدمة                            

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على النبي محمد ف وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين إنك حميد مجيد، أما بعد:

 

فإن من خير ما ينشغل به الإنسان قراءة أحاديث رسول الله ق والبحث في معانيها ليسهل حفظها وفهمها وتطبيق ما جاء فيها

.

وهذا بحث جديد من أحاديث رسول الله ه الواردة في الصحيحين حيث قال: “ما من أحد يدخله عمله الجنة” فقيل ولا أنت يا رسول الله؟ قال: “ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي برحمة”([1]). فيه دلالات عظيمة يحتاجها المسلم لرسم معالم منهج حياته التي ينبغي أن يصوغ حياته في ضوئها، ومن ذلك بناؤها على التوازن، واليسر وعد التكليف بما لا يطاق، وفي الوقت نفسه عدم التساهل وضياع الأوقات بدون عمل ولا غاية، كما فيه إشارة إلى وضوح الغاية التي يجب أن ينشدها المسلم وهي الجنة وما يجب لها من الإعداد والاستعداد، والإشارة إلى بعض الآفات التي تعرض له في حياته ومسيرته العبادية والدعوية كالعجب في العمل، والغرور والتعالي.

 

نص الحديث

1- عن أبي هريرة س قال: قال رسول الله ق: “لن ينجي أحدا منكم عمله” قالوا، ولا أنت يا رسول الله قال: “ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا”.

 

2- وعن عائشة ك أن رسول الله ق قال: “سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله” قالوا، ولا أنت يا رسول الله قال: “ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة”.

 

3- وفي رواية عنها: “سددوا وقاربوا واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة ، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل”.

 


([1]) سيأتي تخريجه.



بحث عن بحث