من صور إيذاء العمال والخدم والمستأجرين

 

إن من صور الإيذاء هذه الفئة:

عدم إعطائهم رواتبهم، أو تأخيرها تأخيرًا فاحشًا، وقد سبق ذكر هذا الأمر وبيان الوعيد الشديد لمن عمل ذلك، وتذكر -أخي المستقدم- ما موقفك إذا تأخّر رابتك يومًا واحدًا؟ مع أن الدولة -وفقها الله- تصرف لك مرتبك قبل تمام الشهر، فَلِمَ تُؤخر مرتب هذا المسكين الذي تغرّب عن وطنه، وترك أهله وصغاره لأجل هذا المرتب؟ ضع نفسك مكانه، فما أنت فاعل؟ فلربما أخرج من صميم قلبه دعوة حارة عليك ترديك المهالك، فأعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه؛ تسلم من بوائقه، ويبارك الله لك في عملك ورزقك.

 

ومن صور الإيذاء لهم: التعامل معهم بسبهم وشتمهم، وإهانتهم، والتلفظ عليهم بالألفاظ القبيحة البذيئة، وهذا الأمر منتشر بكثرة في التعامل مع الخدم والسائقين والعمال كثير وللأسف الشديد، ولم يع هذا المتعامل قوله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18].

 

ومن صور الإيذاء لهم: تحميلهم فوق طاقتهم، وتكليفهم ما لا يطيقون، أو الزيادة عليهم في العمل دون ما نصّ عليه في العقد، دون زيادة في الأجر.

 

ومن صور الإيذاء أيضًا: أن يستقدم المستقدم أكثر من حاجته من العمال، ثم بعد ذلك يرد من لم يرغب منهم إلى بلده دون أن يستفيد، ودون أن يحصل على ما جاء من أجله، فيرجع إلى أهله وقد أثقلهم بالديون بدل أن يوسع عليهم في المعيشة، فإذا لم يكن لك به حاجة فاتركه عند أهله دون أن تثقله وتحمله ما لا يطيق.

 

أخي المسلم الكريم! ومما يشار إليه أيضًا: ما يقع فيه بعض الناس من المخالفات لأنظمة الدولة في شأن الوافدين، ولا شك أن تلك المخالفات محرمة، والكسب من ورائها محرم، ومن ذلك: التستر عليهم، كأن يجعل المحل باسمه والعامل أجيرًا عنده، والحقيقة خلاف هذا، فالمحل للوافد ويعطي المتستر عليه مقابل فعله هذا.

 

فلتحذر -أخي المسلم- من أبواب الكسب المحرم، فإن ثمرة الحرام لا يُبارك فيها.

 

أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، وأن يعيننا على القيام بالحقوق الواجبة علينا. إنه سميع مجيب، وهو المستعان.



بحث عن بحث